وفي بيان تلقته "سبوتنيك"، مساء اليوم الثلاثاء، أعربت اللجنة عن أسفها وخيبة أملها، جراء عدم التزام الأمم المتحدة بتنفيذ مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في 5 مارس/آذار الماضي.
وتوضح اللجنة أن مذكرة التفاهم تلك نصت على أن الأمم المتحدة "ستقوم بإعداد خطة تشغيلية طبقا لمضامين مذكرة التفاهم"، لكن الأمم المتحدة لم تلتزم بذلك، ولم تقدم الخطة التشغيلية رغم مرور أكثر من شهرين على توقيع مذكرة التفاهم.
وتعتبر اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان العائم "صافر"، أن أي عملية تمويل للمشروع في ظل عدم التزام الأمم المتحدة بتنفيذ بنود مذكرة التفاهم، سيذهب في نفقات تشغيلية خاصة بالأمم المتحدة نفسها، في تكرار لمصير المبلغ الذي خصص في السابق لعملية الصيانة والتقييم.
وتجدد اللجنة الدعوة للأمم المتحدة للتعامل بالجدية اللازمة، والتي تتناسب مع حجم الكارثة المحتملة جراء استمرار تدهور وضع خزان صافر، وما قد يترتب على حدوثها من تداعيات بيئية واسعة في البحر الأحمر.
حذر المهندسون وخبراء البيئة من أن سفينة "صافر" عبارة عن قنبلة زمنية غير منفجرة، قادرة على التسبب في كارثة بيئية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه إذا تم إطلاق شحنة السفينة في البحر الأحمر، فسوف يفقد أكثر من 200 ألف صياد وظائفهم، وستكون هناك حاجة إلى 20 مليار دولار لعملية التنظيف.
ووقعت جماعة "أنصار الله" مذكرة تفاهم في 5 مارس/ آذار الماضي، تسمح للأمم المتحدة بنقل نحو 1.1 مليون برميل من النفط من السفينة، التي تقطعت بها السبل على بعد 8 كيلومترات من ميناء رأس عيسى على الساحل الغربي لليمن الذي تسيطر عليه "أنصار الله".
واقترح فكرة جمع مبلغ 80 مليون دولار، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، الذي يقول إنه يحظى بدعم الحكومات المدعومة من السعودية و"أنصار الله".
وأكدت بعثة بقيادة الأمم المتحدة إلى شبه جزيرة رأس عيسى، أن ناقلة "صافر" العملاقة البالغة من العمر 45 عاما تتحلل بسرعة، وهي معرضة لخطر وشيك يتمثل في انسكاب كمية هائلة من النفط بسبب التسربات أو الانفجار، وتابعت أن الهواء الخامل على السفينة الذي يمنع الانفجار عادة قد تبدد.
وسيتم نقل النفط إلى سفينة آمنة تبقى في مكانها، كما سيتم شراء ناقلة جديدة لـ"أنصار الله" في غضون 18 شهرا لتحل محل سفينة "صافر"، التي سيتم سحبها وبيعها للخردة، ولن يتحمل "أنصار الله" أي مسؤولية قانونية أو تجارية، وفقا لـ"ذا غارديان".
وفشلت جهود وساطة الأمم المتحدة السابقة بشأن تفريغ سفينة "صافر"، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن "أنصار الله" الذين يسيطرون الآن على العاصمة اليمنية صنعاء، لم يتمكنوا من الاتفاق على شروط لمهندسين مفوضين من الأمم المتحدة للصعود إلى السفينة، واعتبروا أن السفينة وحمولتها هي ورقة مساومة في المفاوضات مع القوات المدعومة من السعودية والإمارات.
وتم تشييد "صافر" في عام 1976 كناقلة نفط، وتم تحويلها بعد عقد من الزمن إلى منشأة تخزين عائمة للنفط، ولم يتم إجراء أي إصلاحات هيكلية للسفينة التي يبلغ طولها 376 مترا منذ بدء الحرب الأهلية في اليمن في عام 2015.