القاهرة – سبوتنيك. قالت خالدة بوزار، الأمين العام المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبر "تويتر"، بعد فعالية إعلان التبرعات نظمتها الأمم المتحدة وهولندا في لاهاي: "نحن ممتنون للمانحين الذين ساهموا بسخاء بنحو 38 مليون دولار أمريكي في مؤتمر التعهدات اليوم لصالح (صافر)".
وأضافت: "مع التمويل الإضافي يمكننا اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ البحر الأحمر، حيث يمكن الاستمرار في استيراد المواد الغذائية. نأتي بالأمل للشعب اليمني".
وفي وقت سابق من اليوم، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "دعم الجهود المبذولة لمنع كارثة بيئية وإنسانية قبالة سواحل اليمن".
وقال غوتيريش، في رسالة فيديو، نشر نصها موقع الأمم المتحدة، إن "ناقلة النفط (صافر) تهدد بانسكاب أكثر من مليون برميل من النفط في البحر الأحمر، مما يؤدي إلى تدمير الساحل، وتدمير سبل العيش، واستنزاف الثروة السمكية، وإمكانية تعطيل حركة المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس".
وتابع: "يمكن لخطة الأمم المتحدة الخاصة بـ (صافر) أن توقف هذه الكارثة قبل أن تبدأ".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة "عملت في الأشهر الأخيرة، بشكل وثيق مع جميع أصحاب المصلحة للتوصل إلى طريق واضح للمضي قدماً يحظى بدعم واسع النطاق".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، "الحاجة إلى الأموال لتنفيذ الخطة"، مضيفاً: "يعد حدث اليوم خطوة حاسمة لمنع كارثة من شأنها أن تؤثر على اليمن والمنطقة والعالم.. إنني أحث جميع شركاء اليمن على توفير التمويل الكامل حتى يبدأ العمل على الفور. ليس هناك لحظة نضيعها".
ويوم أمس الثلاثاء، قال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، خلال المؤتمر الصحافي اليومي، إن "الخطة التشغيلية تحظى بالدعم اللازم من أطراف النزاع وأصحاب المصلحة الرئيسيين وتتضمن تركيب سفينة بديلة أو سعة معادلة وعملية طارئة لمدة أربعة أشهر لنقل النفط إلى سفينة مؤقتة آمنة قبل فوات الأوان".
وذكر أن "ميزانية الخطة ذات المسارين، تبلغ 144 مليون دولار، بما في ذلك 80 مليون دولار مطلوبة بشكل عاجل لعملية الطوارئ التي تستغرق أربعة أشهر".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى التزام المانحين بالأموال على وجه السرعة قبل فوات الأوان. على العالم أن يتحرك الآن، وإلا فإن خطر القنبلة الموقوتة سيستمر".
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الخطة التي أعدّتها تتألف من مسارين: الأول؛ تركيب سفينة بديلة على المدى الطويل للخزان العائم صافر خلال فترة مستهدفة تمتد لـ 18 شهرا، والثاني؛ تنفيذ عملية طارئة لمدة أربعة أشهر من قبل شركة إنقاذ بحري عالمية من أجل القضاء على التهديد المباشر من نقل النفط من على متن ناقلة صافر إلى سفينة مؤقتة آمنة، حيث ستبقى الناقلتان في مكانهما حتى يتم نقل النفط إلى الناقلة البديلة الدائمة وعندئذ سيتم سحب ناقلة صافر إلى ساحة ويتم بيعها لإعادة تدويرها.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يتسبب حدوث تسريب كبير للنفط في إغلاق مينائي الحديدة والصليف مؤقتا وهما من الموانئ الضرورية لجلب الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة في بلد يعاني فيه 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي جراء الصراع المستمر منذ أكثر من 7 أعوام.
وتقدر المنظمة الدولية تكاليف التنظيف فقط في حال حدوث تسرب بـ 20 مليار دولار أمريكي، لا تشمل تكلفة الأضرار البيئية عبر البحر الأحمر، أو المليارات التي يمكن أن تضيع بسبب تعطّل الشحن عبر مضيق باب المندب.
ويوم الخامس من آذار/مارس الماضي، أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيين"، توقيع مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة بشأن الناقلة "صافر" لتجنيب سواحل البحر الاحمر حدوث اي كارثة بيئية جراء تهالك بدن الناقلة التي لم تنفذ لها أعمال صيانة منذ ما يقرب من 7 أعوام.
وأعلنت الحكومة اليمنية، في السادس من شباط/فبراير الماضي، موافقتها على مقترح تقدمت به الأمم المتحدة لتفريغ الناقلة "صافر" إلى ناقلة أخرى.
واستخدمت الحكومة اليمنية منذ عام 1986، الناقلة "صافر" الراسية على بعد نحو 4.8 ميل بحري من ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، كوحدة تخزین عائمة في البحر الأحمر لاستقبال الخام من حقول صافر في محافظة مأرب وتصدیره.
وتصاعدت احتمالات حدوث تسرب للكميات المخزنة في "صافر"، منذ العام 2015م والمقدرة بـ 1.14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف، خاصة بعد تسرب المياه إلى غرفة المحركات في الناقلة في حزيران/يونيو قبل العام الماضي.