الأزمة تتعقد مع مرور الوقت، حيث تقف البلاد منذ 25 أكتوبر في مكانها لم تتحرك خطوة واحدة للأمام، الأمر الذي أدى إلى تدهور كل الأوضاع بلا استثناء، وتسود البلاد حاليا حالة من الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار السياسي، وهو ما تسعى الآلية الثلاثية إلى إيجاد بارقة أمل قبل فوات الآوان..هل تنجح؟.
بداية يقول، رئيس المركز العربي الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية في السودان، الدكتور محمد مصطفى، في الحقيقة أن الوضع يزداد تدهورا مع مرور الوقت في السودان على كل الأصعدة، سواء السياسية أو الإجتماعية والاقتصادية والأمنية، والجميع يقف في حيرة لأنه لا تبدوا أي حلول أو بارقة أمل تلوح في الأفق.
ميثاق الشعب
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، صحيح أن هنالك ميثاقا شعبيا تم التوقيع عليه من قبل بعض لجان المقاومة في ولاية الخرطوم، وميثاق سلطة الشعب هو تنفيذ جزئي لما جاء في المبادرة الوطنية لاستكمال ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة، والتي تم تدشينها في مؤتمر صحفي بتأريخ 3 يناير/كانون الثاني 2022، ونسعى لتنفيذ ما يلي تنظيم الثوار فيها بشكل كامل عبر مؤتمر تشاوري ينعقد خلال الأيام القادمة ليكون للثوار في كل السودان تنسيقية فدرالية ثورية تمثلهم.
وتابع مصطفى، هؤلاء الثوار المنضوين تحت لواء لجان المقاومة وغيرها من المسميات هم أصحاب الكلمة الأخيرة في الشأن السياسي السوداني وفي الشارع، أما البقية الممثلة في التيار الإسلامي العريض والحرية والتغيير الميثاق الوطني ومن سعى سعيهم، فلا كلمة لهم في الشارع، هم فقط يسعون لشرعنة النظام الانقلابي الجاسم على صدر الشعب وهذا مستحيل.
حل الأزمة
وأشار رئيس المركز العربي الأفريقي إلى أن المحصلة النهائية واضحة ومطابقة لفرضيات الثوار وهي الوصول إلى سلطة انتقالية مدنية كاملة الدسم تنتهي إلى إنتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية مستدامة، وأي محاولة من الحكومة الإنقلابية الحالية للالتفاف على مقررات الثورة قد تعني مزيدا من سفك الدماء البريئة، التي تنتهي إلى نهايتها المأساوية كذلك، مشيرا إلى أن الحل يكمن في إعمال العقل والمنطق ومعالجة الأزمة بقبول المدنية الكاملة.
سابقة خطيرة
من جانبه يقول، الأمين العام لمؤتمر الكنابي في السودان، الدكتور جعفر محمدين، إن الآلية الأفريقية هي الجهة الدولية الوحيدة المفوضة من المجتمع الدولي لحل الأزمة السودانية بعد فشل كل النخب والأحزاب والجماعات السياسية السودانية، وهو ما يعد وصمة عار في جبين الأمة السودانية، كون كل الفرقاء لم يصلوا إلى برنامج حول إدارة البلد وهو ما يعتبر سابقة تاريخية خطيرة في تاريخ الدولة السودانية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن لجان المقاومة ليست محصورة في ولاية الخرطوم فقط، بل كل الولايات السودانية، والمشكلة أن لجان المقاومة ليس لها قيادة موحدة حتى تتبنى قضايا الأمة السودانية، لذا يجب على لجان المقاومة إذا أردت أن تعمل من أجل الشعب، واسترداد بريق ثورة ديسمبر المجيدة، التي كانت شعلتها الأولي و تروسها، لجان المقاومة بكل أطيافها، لقد قدمت لجان المقاومة تضحيات كبيرة في الثورة السودانية، ولكنها للأسف الشديد غير مؤهلة لحل الأزمة السودانية.
الآلية الثلاثية
وأكد محمدين على أن الآلية الثلاثية هى بارقة الأمل في المشهد المتأزم الحالي، بشرط ألا تنحاز إلى أي من القوى المتصارعة، وأن تكون وسيط حقيقي يرى مصلحة الشعب السوداني، و تجلس مع كل القوي الثورية الحية التي شاركت في الثورة بفاعلية.
وحول السيناريو الأقرب للخروج من الأزمة الراهنة يقول، محمدين، السيناريو الأقرب هي الوفاق بين الفرقاء وإلا سوف يكون هنالك انتخابات مبكرة تحت إشراف دولي، ولكن هذا الوفاق يحتاج إلى إرادة قوية، أرى أنها غير موجودة بين الأطراف المتصارعة في الوقت الراهن.
وأعلنت لجان المقاومة في السودان عن مبادرة سياسية تم التوقيع عليها تحت عنوان "ميثاق الشعب"، كإعلان و ميثاق للشعب لانتزاع واسترجاع الثورة و الوطن من أيدي ما أسماهم البيان بالخونة و العملاء، و القضاء على الدولة العميقة و تفكيكها و تقديم جميع الكيزان و أعضاء المؤتمر اللاوطني الذين أجرموا في حق الشعب و الوطن إلى العدالة الثورية الناجزة، و القصاص منهم لجميع ضحايا الإنقاذ الفاسدة.
ويعاني السودان من مواجهات قبلية دموية في ظل انتشار السلاح، يساعد على ذلك إمكانية الإفلات عن العقاب الذي تقره وثائق الصلح، لإيقاف النزاع بصورة مؤقتة.