"لعنة ودمار"... تفسيرات لأسباب ظهور تمثال أبو الهول في صور متداولة مغمض العينين

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية بصور وفيديوهات تظهر تمثال أبو الهول، في منطقة أهرامات الجيزة، وهو مغمض العينين على غير عادته المعروفة منذ آلاف السنين، ما دفع الكثير إلى وضع تفسيرات لما قالوا إنه حدث نادر، إلا أن الأثريين كان لهم رأي آخر.
Sputnik
الصور والفيديوهات التي انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي أحدثت حالة واسعة من الجدل رغم عدم منطقية الأمر، إلا أن بعض الأصوات ذهب لوضع تفسيرات أسطورية لهذه الصور، فمنهم من قال إنها نذير لعواقب سيئة سوف تضرب العالم وتدمره، وقال آخرون إنها ربما تكون مؤشر لبدء "لعنة الفراعنة"، وغيرها الكثير من التفسيرات التي لم تخل أيضا من السخرية والتعامل مع هذه التفسيرات باستهزاء.
التفسير العلمي الوحيد لهذه الصور المتداولة هو أنه تم التلاعب في الصور، سواء أثناء التقاطعها باستخدام فلاتر معينة، أو بإجراء تعديلات عليها بعد تصويرها (فوتشوب)، أو قد يكون تم التقاط الصور بهاتف به كاميرا ضعيفة والتقطت الصورة من زاوية عكس الشمس وبالتالي كانت ملامح وجه التمثال غير واضحة ومطموسة وبالتالي اختفت تفاصيل العين المفتوحة وبدأت وكأنها مغمضة.
الخبير الأثري وعضو اتحاد الأثريين العرب علي أبو دشيش أكد أن مسألة إغلاق أبو الهول عينه "غير صحيح وغير منطقي"، لافتا في تصريحات لموقع "صدى البلد" المصري، أن "هذه ليست الشائعة الأولى عن تمثال أبو الهول الذي يرجع للملك خفرع، مؤسس الهرم الثاني".
وأوضح الخبير الأثري بأنه "على مدار الزمن ظل تمثال أبو الهول يحيطه السحر والغموض، لأنه من أحد أيقونات الحضارة المصرية القديمة، ظل دائما حديث العالم أجمع فالعالم مفتون بغموض وجمال الحضارة المصرية القديمة المتفردة".
وأشار دشيش إلى أن "مجال التصوير الفوتوغرافي وبرامج الفوتوشوب والجرافيك أصبحت تسطيع الآن تحريك الأشياء الثابتة من مكانها الأصلي كما يمكنها التلاعب بالملامح الفنية، والتحكم فيها بشكل كبير، وأيضا اختلاف زوايا التصوير، وتمثال أبو الهول ليس بعيدا عن أحد فأنا شخصيا أطل عليه أكثر من مره لسكني بجواره".
ونقلت صفحة دعم السياحة المصرية على فيسبوك تعليق الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر على الصور المتدول وقال إن "ظهور تمثال أبو الهول وهو مغمض العينين عار من الصحة، ومجرد تخاريف وخزعبلات".
وأكد أنها "مجرد شائعات لتشتيت وإلهاء الرأي العام، وأن تمثال أبو الهول لم تتغير ملامحه منذ آلاف السنين ولم يتأثر بأي شىء".
وكذلك قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والأثار، د. مجدي شلبي إنه "بالطبع هذا الكلام غير صحيح بالمرة وأنها خرافة ليس أكثر".
ومن جانبه يشير كبير الأثرين بوزارة السياحة والآثار، مجدي شاكر إلى أن الآثار بشكل عام ترتبط بفكرة الاستخدام في الدعاية أو الترويج لفكرة معينة أو أحداث مثل توقع حرب مثلا، لافتا في تصريحات لموقع "المصري اليوم" إلى أن ذلك موجود منذ قدم التاريخ، وحدث في قصة تاريخية كان تمثال أبوالهول نفسه طرفًا فيها.
ويوضح كبير الأثريين بأن "التمثال كان خلال عصر الدولة الفرعونية الحديثة غطت الرمال جسده ولم يكن يظهر منه سوي الرأس، وتحتمس الرابع كان بعيدا عن تولي السلطة آنذاك لكنه نسج رواية تشير إلى أنه توجه إلى رأس تمثال أبوالهول لينال قسطا من الراحة حينما كان في رحلة صيد، وحينها كان رأس التمثال هو الجزء الوحيد الظاهر منه، وبعدها أعلن تحتمس الرابع أن أبوالهول جاءه في الحلم يطلب منه إزالة الرمال عن باقي جسده ووعده بأن يصبح ملكا على مصر".
وأضاف شاكر أنه "بموجب القصة التي نسجها تحتمس الرابع، استطاع أن يتولى مقاليد الحكم نظرا لقداسة أبو الهول لدى المصريين"، مؤكدا على أن هذه الرواية مسجلة على لوحة الحلم التي توجد بين قدمي أبوالهول نفسه.
وبشأن الصورة المتدولة قال شاكر إن "صورة أبو الهول جاءت في جو غائم ومن زاوية يمكن أن توحي بحالة التغير التي طرأت على وجه التمثال، أو أن تكون الصور لتمثال شبيه أبو الهول الصيني".
وأضاف كبير الأثريين بأن "التمثال شبيه أبو الهول تم بناؤه كجزء من مشهد لفيلم سينمائي وهو موجود بحديقة جريت وول للسياحة والثقافة بالصين".
وأشار إلى احتمالات أخرى قد تكون هي سبب ظهور الصورة المتدولة فمثلا يمن أن تكون الصور تم إدخال تغيرات عليها من خلال برنامج تعديل الصور أو قد يكون حدث تغير نتيجة لعوامل التي يعيش فيها أبوالهول، حيث إن الطيور يمكنها الدخول إلى تجويف العين على سبيل المثال وقد يتعرض شكلها للتغير.
ولفت كبير الأثريين إلى أنه رغم كل الجدل الذي أثارته الصور المتدوله لتمثال أبو الهول، إلا أنه قد يكون ما حدث فرصة مجانية للترويج للسياحة ويمكن استغلالها بشكل إيجابي.
إلا أن ناشر هذه الصور قد يتعرض لعقوبة السجن إذا أثبتت التحقيقات أنه نشرها بسوء قصد، حيث ينص قانون العقوبات المصري على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من نشر بسوء قصد أخبارا أو بيانات أو شائعات كاذبة أو أوراقا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.
مناقشة