القاهرة - سبوتنيك. جاء ذلك في رسالة خطية سلمها وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إلى غوتيريش، خلال لقائه اليوم في نيويورك، حسب ما ذكره موقع الخارجية اليمنية.
وقال بن مبارك إن "رسالة رئيس مجلس القيادة الرئاسي جددت التأكيد على التزام الحكومة اليمنية بدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح الهدنة ورفع المعاناة عن كافة اليمنيين".
وأضاف أن "الرسالة تطالب الأمم المتحدة بممارسة كافة الضغوط لاستكمال تنفيذ كافة بنود الاتفاق، وعلى رأسها رفع الحصار عن محافظة تعز [جنوب غربي اليمن] وفتح المعابر والطرق، وتسهيل انتقال المواطنين، وكذا تخصيص رسوم الشحنات النفطية الواردة لميناء الحديدة لتسليم مرتبات الموظفين".
وفي اللقاء اتهم وزير الخارجية اليمني، جماعة "أنصار الله" بـ "التنصل والتهرب من الإيفاء بالتزاماتها في اتفاق الهدنة"، محذراً من أن ذلك "يُنذر بزعزعة هذا الاتفاق".
وشدد على "أهمية ممارسة الأمم المتحدة الضغوط الكافية على الحوثيين لتنفيذ الجزء المتعلق برفع الحصار عن تعز".
وأشار بن مبارك إلى "المأساة الإنسانية التي خلفتها وما زالت تخلفها ملايين الألغام المضادة للأفراد التي زرعتها المليشيات الحوثية في مختلف أرجاء اليمن"، على حد قوله.
وقال إن:
"ضحايا هذه الألغام بشكل رئيسي ووحيد هم المواطنين وخاصة من النساء والأطفال الذين يدفعون ثمن عدم اكتراث هذه الميليشيات بحياة المدنيين ولا بمستقبل اليمن".
ودعا وزير الخارجية اليمني إلى "الضغط على الحوثيين لوقف صناعة وزراعة الألغام، وتسليم خرائط حقول الألغام والتوقف عن زراعة المزيد منها، والعمل على إخضاع كافة من يقف وراء زراعة هذه الألغام للمسؤولية وتحميلهم عواقب ما اقترفوه من جرائم"، وفق قوله.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن "تقديره للجهود التي قامت بها الحكومة اليمنية في سبيل إنجاح اتفاق الهدنة".
وجدد غوتيريش "التزام الأمم المتحدة بالدفع نحو تنفيذ كامل بنود الاتفاق بما في ذلك فتح الطرق ورفع المعاناة الإنسانية عن المواطنين في محافظة تعز".
وأكد أن "الأمم المتحدة ستبذل كافة الجهود لاستمرار نجاح الهدنة وصولاً إلى تحقيق السلام الشامل في اليمن".
وفي الثاني من نيسان/أبريل الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف هعسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة نحو 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.