ماذا الذي سيحدث للريال اليمني خلال الفترة القادمة؟

خلقت التحولات السياسية والإعلان السعودي الإماراتي عن تقديم ودائع للبنك المركزي اليمني بعدن، حالة من الاستقرار في سعر صرف الريال المتدهور صعودا وهبوطا طوال السنوات الماضية.
Sputnik
هل يستمر الاستقرار في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية خلال الفترة القادمة.. أم يعود للارتفاع مجددا نظرا لتدهور الحالة الاقتصادية؟
الخارجية اليمنية تدعو أمريكا إلى الضغط على أنصار الله" لرفع المعابر في تعز ودعم توفير القمح
بداية يقول الباحث اليمني في الشؤون المالية والمصرفية، شلال العفيف، كان لإعلان البنك المركزي اليمني بعدن عن توقيع اتفاقية تمديد الوديعة السعودية السابقة لليمن، وتحويل الدفعة الأخيرة منها والبالغة 174 مليون دولار تأثير إيجابي كبير على سعر صرف الريال.
تأثير إيجابي
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، المحادثات الجارية بين الجانبين اليمني والسعودي للاتفاق على آلية استخدام الدعم المقدم للبنك المركزي اليمني، والمخصص لدعم استقرار العملة الوطنية والأسعار، والبالغ ملياري دولار ساعد أيضا في خلق مناخ إيجابي في السوق المصرفي، وأسعار صرف الريال في السوق الموازية، حيث تحسن سعر صرف الريال أمام العملات الأجنبية، وهو الأمر الذي تعودنا عليه كل مرة عند سماع مثل هكذا خبر.
وأشار العفيف إلى أن: "هذا التحسن في أسعار صرف العملة اليمنية مرتبط بموضوع الدعم المخصص لدعم استقرار العملة الوطنية والأسعار، والبالغ ملياري دولار المقدم من دولتي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ففي حالة الإعلان بشكل رسمي عن الاتفاق على هذا الدعم وتحويله إلى حساب البنك المركزي اليمني، هنا سوف نتوقع أن يكون هناك تحسن مؤقت في أسعار صرف الريال اليمني، لكن بدون تحويل هذا الدعم الى حساب البنك المركزي اليمني، فإن أسعار الصرف سوف تشهد حالة من عدم الاستقرار في المرحلة القادمة".
الإصلاح الاقتصادي
وأوضح الباحث في الشؤون المصرفية، أن عدم القيام بإصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية حقيقية من قبل الحكومة، وحصر الأوعية الإيرادية وإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة للمشاكل التي تواجه مستوى تحصيل ومتابعة وتنمية الإيرادات، وتوريدها إلى البنك المركزي اليمني بعدن، وتنمية الصادرات النفطية، وتفعيل مصادر الدخل غير النفطية، ومحاربة الفساد في مؤسسات الدولة، فإن قيمة العملة الوطنية سوف تستمر بالانهيار.
المبعوث الأممي الخاص لليمن: مباحثات تمديد الهدنة مستمرة والأطراف تتفهم فوائدها على اليمنيين
وأكد العفيف على أنه: "مهما كانت قيمة الدعم الخارجي المقدم، فإنه لن يكون إلا حلا مؤقتا، خلال الفترة الماضية نجح البنك المركزي اليمني بعدن نسبيا وحافظ على استقرار أسعار الصرف إلى حد ما، بمعنى آخر أبطأ من عملية تدهور سعر صرف العملة، من خلال الإجراءات الرقابية والإشرافية المكثفة على سوق الصرف، بالرغم من عدم كفاية العقوبات والغرامات الجزائية الواردة في لوائح البنك المركزي اليمني كونها غير مواكبة للمرحلة الراهنة، بالإضافة إلى الاختلالات في السياسة المالية.
حقن مهدئة
من جانبه، يقول مازن النوبي، مدير إحدى شركات الصرافة في محافظة الضالع اليمنية، إن: "جميع ما يحدث الآن في سوق الصرف ما هى إلا حقن مهدئة وسيظل سعر الصرف للريال أمام الدولار متماسك
إلى أن تظهر حقيقة الدعم الموعود به من المجلس الرئاسي، وعندما يتأكد الجميع بأنها كذبة، سيعود الريال إلى الانهيار مجددا".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، حاليا كل التجار وشركات الصرافة تتعامل بحذر مع شراء وبيع العملات، كل مشتريات العملات يحاول التاجر بيعها والتخلص بفائدة بسيطة بنفس اليوم، وكذا المبيعات من العملات في كل يوم يتم تغطيتها وشراء العملة مقابلها بنفس اليوم، بمعنى أن كل تاجر لديه رأس مال من العملات ورأس مال من العملة المحلية".
الرئاسي اليمني يرحب باستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء ويدعو الحوثي لفتح معابر تعز
أعلن البنك المركزي اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا، في عدن، التوقيع على اتفاقية تمديد الوديعة السعودية السابقة وتحويل الدفعة الأخيرة منها والبالغة 174 مليون دولار إلى حساب البنك.
وجاء في البيان الذي حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه أن الاتفاقية تم توقيعها على هامش المحادثات الجارية بين الجانبين اليمني والسعودي للاتفاق على آلية استخدام الدعم المقدم من دولتي السعودية والإمارات للبنك المركزي اليمني، والمخصص لدعم استقرار العملة الوطنية والأسعار، والبالغ ملياري دولار.
وأضاف البيان وقع الاتفاقية عن الجانب اليمني محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب، وعن الجانب السعودي مساعد وزير المالية عبدالعزيز الرشيد وبحضور سالم بن بريك وزير المالية اليمني، وعدد من المسئولين اليمنين والسعوديين المشاركين بالمباحثات.
وفي كانون الثاني/ يناير 2018، أعلنت السعودية إيداع ملياري دولار أمريكي في البنك المركزي اليمني بعدن لدعم العملة اليمنية، بعد أن تجاوز الدولار 500 ريال يمني.
وقبل اندلاع الصراع في اليمن عام 2014، كان سعر صرف الريال اليمني يبلغ 220 ريالاً مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله"، وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف، فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.
مناقشة