القاهرة - سبوتنيك. وقال غروندبرغ، في بيان صحفي في ختام اجتماع عقده مع مجموعة من الشخصيات اليمنية، على مدى يومين في العاصمة الأردنية عمّان، ضمن المشاورات التي يجريها مع مختلف المجموعات اليمنية لتحديد الأولويات للمسارات الاقتصادية والسياسية والأمنية: "إنني ممتن لهذه الفرصة للتشاور مع مجموعة متنوعة من الشخصيات اليمنية والخبراء البارزين في هذه اللحظة المحورية".
وأضاف: "هذا هو الوقت الذي ينبغي علينا فيه اغتنام الفرصة التي أتاحتها الهدنة. فيصب تركيزنا على ضمان تمديد الهدنة بما يعود بالمنفعة على المدنيين اليمنيين بينما نحرز تقدماً في العملية السياسية".
وذكر البيان الأممي أن "المشاركين في الاجتماع ناقشوا مسألة تطبيق الهدنة وتمديدها وكذلك سبل البناء على زخم الهدنة لإطلاق حوار سياسي شامل، وتطرقوا إلى الضرورة الحرجة لاتخاذ نهج جامع في العملية السياسية بما يعكس تنوع الحياة السياسية في اليمن".
وأشار إلى "تركيز المشاركين على ضرورة الاستمرار في إعطاء الأولوية لتحسين الظروف المعيشية وسبل العيش للمدنيين بما فيه من خلال رفع القيود عن حرية حركة الأفراد والسلع التجارية في جميع أنحاء اليمن".
ووفقاً للبيان، "شدد المشاركون على ضرورة التركيز على الاقتصاد اليمني والتحديات المرتبطة بسداد الرواتب وإجراءات الحوالات المصرفية والتباين في أسعار صرف العملة وتوحيد البنك المركزي، والتصدي للتحديات التي تواجه النساء اليمنيات وضمان مشاركتهن الحقيقية في عملية السلام".
وحسب بيان مكتب المبعوث الأممي، "سيتابع غروندبرغ لقاءاته التشاورية خلال الأسابيع القادمة مع مختلف المجموعات اليمنية بما فيها الخبراء الاقتصاديون والمجتمع المدني والمجموعات نسائية والأحزاب السياسية".
يأتي ذلك غداة إعلان جماعة "أنصار الله" تلقيها طلباً بتمديد هدنة الأمم المتحدة السارية منذ مطلع أبريل الماضي، مؤكدةً أنه قيد الدراسة.
ويوم الثلاثاء الماضي، أكد غروندبرغ، خلال مؤتمر صحفي عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، استمرار المحادثات مع الأطراف لتمديد الهدنة الأممية، مشيراً إلى أنه لمس رغبةً لدى الأطراف في ذلك، مشدداً على ضرورة تقديم تنازلات من أجل إحراز تقدم في المحادثات.
وفي الثاني من أبريل/نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده.
كما تتضمن الهدنة الأممية تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40% منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.