وقال زكريا، أحد الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021: "سمعت بالراديو عن إصابة أخي داوود ونقله إلى مستشفى رمبام بحيفا (شمال) فأيقنت أن وضعه خطير، وباستشهاده يفتح صفحة جديدة من غطرسة وهمجية الاحتلال التي لن تزيدنا إلا قوة وتصميما على مواصلة المسيرة حتى الحرية والاستقلال".
وأضاف، في رسالة نقلها محاموه وفق وسائل إعلام فلسطينية بينها "وكالة شهاب" وإسرائيلية بينها صحيفة "إسرائيل اليوم": "كل الذين فقدتهم لم أودعهم ولم أدفنهم، أبي استشهد حين كنت بسجن جنين، وسمعت ذلك في سماعة المسجد، وأمي استشهدت بمعركة المخيم ودفنها الصليب (الأحمر)، ومن شدة المعركة لم نستطع الوصول إليها، وهي التي كانت تردد دائماً (الله يجعل يومي قبل يومك)، وأخي طه دفنوه وأنا تحت حطام المخيم والبيوت المهدمة، واليوم داوود، ولم أستطع توديعهم جميعا، ولم أتمكن من ممارسة طقوس العزاء، لا أعرفه ولم أجربه ولم أمارسه بشكل شخصي".
وتابع زكريا: "نحن نعرف هذا الطريق وما المصير، فيوم معركة مخيم جنين كل الأخوة ارتدوا الزيّ العسكري وتأهبوا للدفاع عنه، والشهادة مطلب كل فلسطيني حر وشريف، وما يعزيني هو أن داوود شهيد وما طلبه ناله وهذا فخر لنا".
وحول مقتل أخيه قال زكريا: "المفارقة عند داوود أنه مارس حق العودة بجثمانه فاستشهد بذكرى النكبة، حتى عندما أخرجوه من جنين، جسده كان رافضا للاحتلال واللجوء، فوجدوه بحيفا القريبة من قيساريا بلدنا الأصل، جثمانه مارس حق العودة".
وتابع بقوله: "ما يعزيني أن جثمانه موجود بفلسطين، بأرضنا بحيفا، حيفا حلم أي فلسطيني بغض النظر إن كان حيا أو ميتا فالكل يتمنى أن يكون بحيفا، حتى جثمانه رفض فكرة التهجير ويمارس حق العودة لهذه اللحظة".
والأحد الماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مقتل داوود الزبيدي (43 عامًا) متأثرا بجروح أُصيب بها خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين.