وبحسب تقديرات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فقد كان صافي الثروة الإجمالية لدى الأمريكيين يرتفع بمعدل مذهل خلال العامين الماضيين، حتى في الوقت الذي كافحت فيه العائلات والشركات ويلات "كوفيد 19"، حيث خزنت الأسر الأمريكية 38.5 تريليون دولار إضافية من أوائل عام 2020 إلى نهاية العام الماضي، مما رفع صافي "ثروتها الجماعية" إلى مستوى قياسي بلغ 142 تريليون دولار.
وأشار التقرير المنشور في وكالة "بلومبرغ" تحت عنوان ("صدمة ثروة" بقيمة 5 مليار دولار تكسر "البيوض في أعشاش" الأمريكيين)، في كناية إلى الثروات الشخصية، إلى وجود ما وصفته الصحيفة بـ"التهديد المخيف"، الذي أكد أن أمريكا "تزداد فقرا".
على الرغم من أن أمريكا تعلمت التعايش مع مشكلة فيروس كورونا المستجد، وعاد الإنفاق فيها إلى حده الطبيعي، إلا أنها تواجه "تهديدا مخيفا جديدا"، يتمثل بانخفاض الثروة منذ بداية عام 2022 الذي تقدره شركة "JPMorgan Chase & Co" بإجمالي 5 تريليون دولار على الأقل، ويمكن أن يصل هذا الانخفاض إلى 9 تريليون دولار بنهاية العام.
وزعم التقرير أنه، "حتى الآن، يتحمل أغنى الأمريكيين العبء الأكبر، حيث انخفضت ثروات المليارديرات الأمريكيين بنحو 800 مليار دولار وسط الخسائر الحادة في الأسهم والعملات المشفرة والأصول المالية الأخرى".
بايدن: روسيا المسؤولية عن ارتفاع أسعار البنزين في أمريكا
© Sputnik
وأشار التقرير إلى أن "أسعار الفائدة المرتفعة بدأت أيضا في إحداث اضطراب في سوق الإسكان، حيث تمتلك أسر الطبقة المتوسطة والعاملة في هذا السوق الجزء الأكبر من ثروتها".
بالإضافة إلى ذلك، فإن إزالة دعامة رئيسية للثقة، عن طريق "بيض بعش أكبر من أي وقت مضى" (يقصد به رفع أسعار الفائدة)، وبحسب المزاعم، من أجل القضاء على أعلى معدل تضخم (في أمريكا) منذ عقود، يحتاج الاحتياطي الفيدرالي من الأمريكيين أن يكبحوا إنفاقهم، حتى لو تطلب الأمر تباطؤا اقتصاديا للوصول إلى الهدف.
وبدوره، قال كبير الاقتصاديين في بنك "أوكوورث كابيتال"، جون نوريس، إنه "من المؤلم أن تعود إلى طبيعتها (الكتلة المالية) بعد أن كنت بالفعل في عالم خيالي العام الماضي... ستشعر أنها أسوأ بكثير مما هي عليه في الواقع".
كيف تهدد العقوبات المعادية لروسيا الدولار الأمريكي؟
© Sputnik
"صدمة ثروة" ستعرقل النمو
منذ بداية العام، انخفض مؤشر "S&P 500" بنسبة 18%، وخسر مؤشر "Nasdaq 100" بنسبة 27%، وانخفض مؤشر "Bloomberg" للعملات المشفرة بنسبة 48%.
كل هذه المؤشرات ترقى إلى مستوى "صدمة الثروة" التي من المقرر أن تعرقل النمو في العام المقبل.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، غيروم باول، وزملاؤه مرارا وتكرارا إنهم "يهدفون لمثل هذا التباطؤ"، مما يجعل من غير المرجح أن يتحرك صانعو السياسة لمعالجة انخفاض الثروة الكبير في عام 2022.
وبين التقرير أن المليارديرات الأمريكيين كانوا أكبر الفائزين في عامي 2020 و2021. والآن هم الخاسر الأكبر من أي شخص آخر تقريبًا، حيث انخفض مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، وهو مقياس يومي لثروة أغنى 500 شخص في العالم، بمقدار 1.6 تريليون دولار منذ ذروته في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويتصدر الأغنياء الأمريكيون مؤشر الخسائر، حيث فقدوا 797 مليار دولار، على رأسهم "أكثر الناس تواضعا من ذلك كله" بحسب وصف التقرير، هو أغنى شخص في العالم، إيلون ماسك. الذي فقد 139.1 مليار دولار، أو 41% من ثروته، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تجاوز صافي ثروته لفترة وجيزة 340 مليار دولار. فقد مؤسس شركة أمازن جيف بيزوس، ثاني أغنى شخص، 82.7 مليار دولار، أو 39% من ذروة ثروته.