وأشار الحياري إلى أنه في السنوات الثلاث الأخيرة، زادت وتضاعفت عمليات التهريب والتسلل، وبشكل رئيسي تهريب المخدرات، وقال: "التهريب ممنهج تقوده تنظيمات منظمة مدعومة من جهات خارجية".
وتابع الحياري في لقاء أجراه في برنامج "صوت المملكة": "ما نشاهده بالقوات المسلحة، ونتعامل معه يوميا على حدودنا الشمالية عمليات تهريب تتم من 3 - 4 مجموعات، وكل مجموعة تتألف من 10-20 شخصا، وتقسم هذه المجموعات فئة تعمل على الاستطلاع – المراقبة - وفئة أخرى تعمل على تشتيت جهود المراقبة لنشامى القوات المسلحة، وفئة أخرى تنتظر الفرصة المناسبة لتقوم بعمليات التهريب"، على حد زعمه.
"هذه المجموعات تتلقى دعما أحيانا من مجموعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات ممنهجة".
واعتبر الحياري أن الحرب بمفهومها التقليدي (قوة عسكرية تواجه قوة عسكرية) لم تعد هي التهديد الرئيسي الذي تواجهه الدول خصوصا مع عصر المعلوماتية والتطور الهائل، منوها إلى أن الكثير من الدول أصبحت قادرة على "التأثير على أعدائها من خلال أدوات متعددة منها التضليل والتشويه الإعلامي، ومنها عمليات المعلومات والهجمات السيبرانية، ومنها المخدرات".
وتطرق الحياري لقاء أجراه الملك الأردني مع معهد "هوفر"، والذي أشار فيه إلى أن "الفراغ الذي تتركه حاليا روسيا خصوصا في الجنوب السوري تملؤه إيران من خلال أدواتها، وهي المليشيات الإيرانية".
"نحن نشاهد مجموعات غير منضبطة ومجموعات جرمية مسلحة تنتهج عملية التهريب باحترافية، ومؤخرا بدأت باستخدام الأسلحة لتقوم بعمليات التهريب باستخدام القوة".
وبحسب الحياري، فإن "طبيعة التهريب تتطلب وجود عناصر تسهل عمليات التهريب"، وهم مهربون على طرفي الحدود، وهو أمر موجود على حدود جميع دول العالم.
"اعتدنا على القول، إن الأردن بلد ممر، وليس بلدا مستقَرا، لكن للأسف هذه المعادلة تغيرت أخيرا؛ لأن أهداف التهريب أصبحت ممنهجة وتغيرت... الآن التهريب يستهدف المجتمع الأردني، ويستهدف الأسرة الأردنية والروابط، وقيم أفراد المجتمع الأردني".
واعتبر معياري أن الأزمات التي تشهدها دول الجوار مثل العراق وسوريا كان لها انعكاسات، مثل انتشار التنظيمات الإرهابية على الحدود.
"هناك جزء آخر من التنظيمات الإرهابية وهو التنظيمات الإيرانية وهذه التنظيمات هي أخطر؛ لأنها تأتمر بأجندات خارجية، وتستهدف الأمن الوطني الأردني".
وبين معياري أن بلاده تبذل "جهدا متعدد الأبعاد منه تأهيل قوة بشرية وتوظيف إمكانات مادية ومعدات حديثة، وأيضا جهد استخباري كبير، لكن علينا أن نفهم ما هي طبيعة المعضلات الموجودة على الحدود الشمالية".
وتطرق معياري إلى أن الكثير من التقارير أشارت إلى وصول المخدرات التي يتم تصنيعها في سوريا إلى الدول الأوروبية تحديدا إيطاليا، مبينا أن حجم المضبوطات في بلاده تضاعف منذ بداية العام وحتى الوقت الحاضر.