بعض هذه التساؤلات تتبلور حول العقبات التي سوف يواجهها الرئيس الجديد ومدى قدرته على تجاوزها والسير بالبلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والأمن.
بداية يقول أستاذ العلاقات الدولية والإستراتيجية بالجامعة الصومالية، الدكتور حسن شيخ علي، إن هناك الكثير من العقبات أمام الرئيس الصومالي الجديد، وقد يرى البعض أن حركة الشباب تمثل أهم العقبات الكبرى أمام الدولة الصومالية قيادة وشعبا، إلا أن العقبة الرئيسية الكبرى هي الخلافات السياسية بين النخبة الصومالية.
الخلافات السياسية
وأضاف في حديثه لسبوتنيك، حركة الشباب تستثمر الخلافات السياسية بين النخبة الصومالية أفضل استخدام، ولولا الخلافات السياسية بين النخبة الصومالية لانتهى أمر حركة الشباب قبل عقد من الزمن.
وتابع شيخ علي: وبمعنى آخر، فإن وجود "الشباب" ليس سوى نتيجة جزئية نتجت من الخلافات السياسية بين النخبة الصومالية، ولو كانت هناك توافقات بين مختلف الأطراف لما وصل الحال لما هو عليه الآن.
حركة الشباب
من جانبه يرى المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد، أن العقبات التي قد تواجه الرئيس الجديد تكون على قدر المهام الصعبة التي في انتظاره، وعلى الرغم من كونه خبيرا بالشؤون الصومالية لكونه قاد البلاد في ولاية رئاسية سابقة وبقائه في البلاد بعد تنحيه عن منصبه، وما اكتسب من خبرات وتجارب خلال هذه الفترة، كل ذلك لا يدفع عنه أزمة مواجهة تحديات جمة، وإن كان الملف الأمني في صدارتها.
ويشرح المحلل السياسي الصومالي في حديثه لـ "سبوتنيك" قائلا: ذلك أن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، لازالت تواصل هجماتها ضد مسؤولين ومقرات حكومية، مما يتطلب منه خطة أمنية ذات وجهين، أحدهما يحاول فتح حوار مع الحركة وإقناعها بالحجة مادام الخيار العسكري لم يحسم المعارك بين الطرفين منذ ما يزيد على 10 أعوام (2007 _ 2022م).
وأضاف: هناك سيناريو ٱخر أمام الرئيس الجديد إن لم يفلح الحوار، وهو مواصلة الحرب العسكرية في حال رفضت الحركة المفاوضات، أو انشقت إلى الطرفين، فقبل طرف في دخول المفاوضات، فيما يتحتم عليه محاربة الطرف الرافض للحوار، لكن مع استحداث إستراتيجيات حديثة غير الإستراتيجيات التقليدية المعروفة في مواجهتها.
عقبات سياسية
وأشار محمد إلى أن هناك عقبات أخرى ذات أهمية فإلى جانب الملف الأمني هناك عقبات سياسية تتمثل في كيفية تجاوز النزاعات الناجمة عن فصل الصلاحيات والسلطات داخل المؤسسات الحكومية من جانب، وبين هذه المؤسسات والولايات الإقليمية من جانب آخر.
ويرى أن استكمال الدستور الانتقالي وبناء المحكمة الدستورية وإيصال البلاد إلى انتخابات مباشرة، تعد من المهام المنوطة بها، ودونها الكثير من العقبات يجب التفطن لها حاليا.
العلاقات الخارجية
وأشار إلى أن هناك أمرا آخر قد يعد من التحديات التي تواجه الرئيس وهو الإتيان بسياسة خارجية معتدلة لا تستعدي أحدا ولا تفرط في سيادة البلاد وهيبة الدولة، وهو أمر صعب يحتاج إلى كثير من الحنكة السياسية عند الدول الكبرى والمتقدمة، فكيف بدولة مثل الصومال تتعافى لتوها من ويلات حرب أهلية وصراعات فكرية متعددة.
وكان البرلمان الصومالي المكون من 329 نائبا بغرفتيه الشيوخ والشعب، قد صوت أمس الأحد على الرئيس الصومالي العاشر من بين 34 مرشحا، أعلنوا بشكل رسمي ترشحهم لهذا المنصب.
وتعد هذه الانتخابات الأقوى من نوعها منذ العقود الأخيرة، ليس فقط لأنه يشارك فيها 3 رؤساء سابقين، وإنما لكونها أيضا تأتي بعد فترة من النقاشات والخلافات السياسية الحادة، التي وصلت إلى درجة انقسام الجيش الصومالي وحدوث اصطدام مسلح بين فرقه داخل العاصمة مقديشو، بعد محاولة التمديد التي قام بها الرئيس المنتهية ولايته "فرماجو" عن طريق قرار برلماني غير دستوري"بحسب موقع المستقبل الصومالي".
وقد خاض الصومال خلال العقدين الماضيين 5 انتخابات رئاسية، وتأتي الانتخابات الاخيرة لتكون السادسة منذ العام 2000.