بعد عودة عيداء للائتلاف... لماذا يتمسك نواب "الكنيست" العرب بحكومة بينيت رغم انتهاكات القدس؟

في الوقت الذي تراجعت فيه النائبة غيداء زغبي عن قرار انسحابها من الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بينيت، يطرح البعض تساؤلات عن سبب استمرار دعم المجتمع العربي في الداخل الإسرائيلي للحكومة رغم انتهاكاتها المستمرة في حق الفلسطينيين.
Sputnik
"المر أفضل من الأمر"، هكذا يصف المراقبون تمسك المجتمع العربي والقائمة الموحدة باستمرار حكومة بينيت، من أجل إفشال المآرب التي يسعى لها بنيامين نتنياهو بحل "الكنيست" والذهاب لحكومة بقيادته.
ووجد المراقبون أن بهذا التراجع، أعادت النائبة عيداء زعبي الأمل مجددا أمام حكومة بينيت من أجل الاستمرار، وإفشال المشروع المقدم من قبل حزب الليكود، والمقرر طرحه الأربعاء المقبل من أجل حل الحكومة والكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة.
استمرار بينيت
وكان يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي قد نجح، أمس الأحد، في إقناع عضوة الكنيست المستقيلة، غيداء ريناوي زغبي، بالعدول عن الاستقالة، والبقاء في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.
وتمكن لابيد من إقناع زغبي بالعدول عن قرارها القاضي بالاستقالة من الائتلاف الحاكم في تل أبيب، والبقاء بهدف عدم توجه إسرائيل إلى انتخابات برلمانية جديدة.
وأكدت القناة العبرية الـ12 أن لابيد جلس مع زغبي عدة ساعات من أجل الخروج بقرار نهائي يقضي بعودتها إلى الائتلاف، وعدم توجه البلاد لانتخابات برلمانية جديدة، بدعوى أن خروجها من الائتلاف يعني وجوده تحت رحمة السقوط في أي لحظة، خاصة وأنه سيبقى بـ 59 عضوا بالكنيست فقط.
وهاجم بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة الإسرائيلي، نفتالي بينيت رئيس الوزراء ووزير خارجيته، على خلفية نجاحهما في عدول عضوة الكنيست المستقيلة، غيداء زغبي، عن قرارها، وعودتها إلى الائتلاف الحاكم في البلاد.
ونشر نتنياهو تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، مساء أمس الأحد، اتهم خلالها بينيت ولابيد بأنهما يريدان البقاء في السلطة بأي ثمن، وهما دفعا أموالا ضخمة من ميزانية الدولة لمن أسماهم بـ"كارهي إسرائيل والإرهابيين".
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، أن بينيت دفع 50 مليار شيكل لمنصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، و200 مليون شيكل لأحمد الطيبي، عضو القائمة المشتركة، واليوم، الأحد، يدفع مئات الملايين إلى غيداء ريناوي زغبي، من أجل بقائها في الائتلاف الحاكم في البلاد.
إسقاط مشروع نتنياهو
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن هذا التراجع كان متوقعا منذ البداية، لأن النائبة عيداء زغبي غير قادرة على تحمل الضغوط من قطاع كبير من الجماهير العربي، ولا من حزب ميرتس، ولا من سلطات المجالس المحلية كما حدث، حيث تدخل أكثر من 7 رؤساء للسلطات العربية المحلية من أجل إعادة النائبة إلى الائتلاف، والنائبة أدركت أنها بفعلتها هذه تستطيع أن تعيد اليمين الفاشي بقيادة نتنياهو، وهو أخطر مما هو عليه اليوم، فإذا تحملنا المر يجب علينا أن لا نعود للأمر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، القائمة العربية الموحدة لديها أجندة وبرنامج ووعود مختلفة من الائتلاف الحكومي ترغب وتريد أن يتم تنفيذها من أجل الرجوع للشارع العربي في المستقبل وبين يديها أحد الخطوات العملية التي تم إنجازها، بعض الإنجازات على أرض الواقع وليس حبرا على ورق كما هو حتى الآن، لذلك ساهمت في الضغط على النائبة زعبي للعودة للائتلاف.
وقال إن النائبة تعلل ذلك بأنها حصلت على وعود بالحصول على خدمات للمجتمع العربي، وهي أعطت نفسا للحكومة للاستمرار قدمًا في عملها وإفشال مآرب الليكود واليمين الفاشي المتطرف بالذهاب لانتخابات مبكرة وتغيير الوضع القائم، مؤكدا أن اليمين الفاشي المتواجد في المعارضة اليوم غير قادر أن يتحمل مسألة وجود القائمة العربية في الائتلاف الحكومي ودعمه، وهناك وزير عربي داخل الائتلاف ونائبة عربية من حزب ميرتس.
وتابع: "هم غير مستوعبين أن يكون العرب شركاء في ائتلاف حكومي بإسرائيل، مما يؤكد الوجه الحقيقي لليمين الفاشي في هذه البلاد، ونحن نأمل أن يتم تحقيق أي خدمة للجماهير العربية التي تعاني الأمرين، وتعاني تمييزًا عنصريًا في إسرائيل".
إنقاذ الحكومة
بدوره اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، أن تراجع عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب ميرتس غيداء زغبي عن استقالتها من الائتلاف، إنقاذ لحكومة نفتالي بينيت، في ظل استعداد حزب الليكود لتقديم مشروع سحب الثقة من حكومة بينيت والدعوة لانتخابات مبكرة يوم الأربعاء المقبل، وبعودة عضو غيداء قطعت الطريق على مشروع نتنياهو.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، تحدثت النائبة غيداء عن أسباب كثيرة حول استقالتها ولكنها تراجعت عنها أمام تواصل العديد معها وخاصة أعضاء حزب ميرتس وياش عتيد والقائمة العربية الذين يرغبون في بقاء الحكومة حتى شهر نوفمبر القادم وهو شهر التناوب على رئاسة الوزراء وبانتظار أن يصبح يائير لابيد رئيسا لحكومة إسرائيل في المرحلة الانتقالية حيث من المتوقع عدم تمرير الموازنة في شهر نوفمبر وبالتالي حل الكنيست وإجراء الانتخابات بعد 3 أشهر.
وأكد الرقب أن الأحداث التي ستشهدها القدس خلال الأيام القادمة سيخرج القائمة العربية الموحدة وخاصة النائب مازن غنايم عضو الكنيست عن القائمة العربية الموحدة والذي هدد أكثر من مرة بالانسحاب من الائتلاف الحكومي اذا استمرت الاعتداءات على الأقصى وعودة غيداء عن الاستقالة يرفع الحرج عنهم خاصة أن الأيام القادمة عصيبة على حكومة بينيت.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قد ذكرت، مساء أمس الأحد أن غيداء زغبي، عضوة الكنيست المستقيلة عن حزب "ميرتس"، تلتقي في الوقت الراهن، بوزير الخارجية، يائير لابيد، بهدف إثنائها عن قرارها مقابل مجموعة من الطلبات للمجتمع العربي داخل إسرائيل، لم تسمها.
وجاءت مطالب ريناوي زغبي بعد تخطيط حزب المعارضة الإسرائيلية "الليكود" لطرح مشروع حل الكنيست في بلاده، على خلفية انسحابها من الائتلاف الحكومي، الخميس الماضي.
وفي حال إقرار حل الكنيست، سيجرى التصويت عليه بالقراءة التمهيدية، ثم يتم لاحقا التصويت بـ 3 قراءات متتالية، قبل أن يتم حل الكنيست فعليا، والدخول في مرحلة انتخابات للبرلمان الإسرائيلي "الكنيست" مرة أخرى.
ويذكر أن ائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، لن يتمكن من تشريع قوانين جديدة خلال هذه الفترة الراهنة، وخاصة قوانين أساسية، نتيجة لأن عدد أعضاء الكنيست الإسرائيلي الحالي يقلون عن 60 عضوا.
وفتحت استقالة عضوة الكنيست عيديت سيلمان من الائتلاف الحكومي في البلاد، الباب، مجددا، أمام احتمالية تفكيك الحكومة الحالية في إسرائيل.
بعد انسحاب عضوة الكنيست من الائتلاف الإسرائيلي... نتنياهو يخطط لطرح مشروع حل البرلمان
مناقشة