وكانت طرق العدوى تقتصر على الانتقال من الحيوانات للبشر، إلا أن ظهور طرق عدوى جديدة أثار المخاوف، وسط
تحركات عالمية للبحث والتصدي للخطر الجديد.
وأكدت منظمة الصحة العالمية وجود لقاح لجدري القردة، لافتة إلى أنه حصل على الموافقات اللازمة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه من المستبعد تطبيق سياسة اللقاحات على جميع المواطنين، وأن التحصينات يمكن تطبيقها فقط على المواطنين "تحت الخطر"، أوالذين يعملون على الفيروس، أو في بيئة عرضة بشكل أكبر للعدوى، وكذلك في المناطق الموبوءة.
وشدد على أن التحليل الجيني للفيروس الجديد أثبت أنه ينتمي لمجموعة غرب أفريقيا والتي لا تتعدى فيها نسبة الوفيات نسبة 1%، في حين أن مجموعة وسط أفريقيا من الفيروس تتعدى فيها نسبة الوفيات 10%.
وفيما يخص إمكانية تحور الفيروس الجديد، أشار رحيم إلى وجود بعض الطفرات الجينية أو "الحمض النووي"، حيث لوحظ بعض التغيرات في عدد من الجينات المسؤولة عن تكاثر الفيروس أو انتشاره، إلا أنها ليست كبيرة، لكنها تساعد في انتشار الفيروس وانتقاله من الإنسان للإنسان.
ولفت إلى أنه خلال العام الجاري سجلت لأول مرة حالات انتقال العدوى من إنسان لإنسان، كما أثبتت مؤخرا انتقال العدوى عبر التنفس وهي لم تسجل من قبل.
وحول فعالية اللقاح الخاص بالجدري ضد فيروس "جدري القردة" أشار الباحث في علم الفيروسات إلى أن الفيروس الأخير هو من نفس عائلة الجدري التي تضم نحو 12 نوعا، وأن اللقاح أثبت فعاليته بدرجة كبيرة، إذ من الممكن تحصين المخالطين باللقاح الموجود للجدري، بشرط عدم ظهور الأعراض، كما يمكن لمن لم يظهر عليهم الأعراض تلقي اللقاح في فترة من 4 إلى 10 أيام.
في السياق نفسه قال الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح بمصر، إن "جدري القردة" موجود منذ فترات طويلة، لكنه اختفى بسبب منظومة اللقاحات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن منظومة اللقاحات ضد جدري البشر خففت من انتشاره ومنحت مناعة لجزء كبير من المجتمع ضده، لافتا إلى عدم وجود أدلة علمية على إمكانية تحوله لوباء حتى الآن، نظرا لعدم قدرة الفيروس على الانتشار.
وفي وقت سابق قال
مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لشؤون الصحة والوقاية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، إن احتمالية تحول مرض "جدري القردة" إلى وباء قائمة، لافتا إلى أن أعراض المرض تشبه إلى حد ما أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
وأضاف تاج الدين، في تصريحات تلفزيونية، مساء الأحد الماضي، أن الجدري بدأ في الانتشار في عدة دول حول العالم، مشيرا إلى أن كندا سجلت 5 إصابات مؤكدة بالمرض بجانب 24 حالة تحت الملاحظة.
ونصحت منظمة الصحة العالمية بتطعيم الحالات المصابة والمخالطين لهم فقط، مؤكدة أنه "لا يوجد أي دولة بمنأى عن خطر انتشار جدري القرود".