جدري القردة.. خبراء يجيبون لـ"سبوتنيك" عن أهم الأسئلة الخاصة بانتقاله واللقاحات الخاصة به

رغم عدم انتهاء جائحة كورونا، يترقب العالم تطورات فيروس "جدري القردة"، الذي يخشى البعض تحوله لجائحة جديدة، خاصة بعد تطورات جرت في طرق العدوى وانتقاله من إنسان لآخر.
Sputnik
وكانت طرق العدوى تقتصر على الانتقال من الحيوانات للبشر، إلا أن ظهور طرق عدوى جديدة أثار المخاوف، وسط تحركات عالمية للبحث والتصدي للخطر الجديد.
الصحة العالمية تعلن وجود لقاح لـ"جدري القرود" لكنها تؤكد: يحتاج إلى اختبارات
وأكدت منظمة الصحة العالمية وجود لقاح لجدري القردة، لافتة إلى أنه حصل على الموافقات اللازمة.

وفي ظل تساؤلات عدة بشأن سيناريوهات التعامل مع الفيروس الجديد، أكد الدكتور محمد رحيم الباحث في علم الفيروسات بجامعة لانكستير البريطانية، أن الاجتماع المرتقب خلال الأسبوع المقبل للعديد من العلماء بمنظمة الصحة العالمية ستطرح فيه العديد من الآراء، خاصة فيما يتعلق باللقاحات وآلية تطبيقها.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه من المستبعد تطبيق سياسة اللقاحات على جميع المواطنين، وأن التحصينات يمكن تطبيقها فقط على المواطنين "تحت الخطر"، أوالذين يعملون على الفيروس، أو في بيئة عرضة بشكل أكبر للعدوى، وكذلك في المناطق الموبوءة.

وأوضح رحيم أن فيروس "جدري القردة"، ظهر خلال فترة السبعينيات، وأنه موجود بالفعل منذ الخمسينيات.

وشدد على أن التحليل الجيني للفيروس الجديد أثبت أنه ينتمي لمجموعة غرب أفريقيا والتي لا تتعدى فيها نسبة الوفيات نسبة 1%، في حين أن مجموعة وسط أفريقيا من الفيروس تتعدى فيها نسبة الوفيات 10%.

وأشار إلى أن ما يستدعي القلق ويتم البحث حوله في الوقت الراهن يتعلق بسرعة الانتشار، كونها الشيء المختلف.

وفيما يخص إمكانية تحور الفيروس الجديد، أشار رحيم إلى وجود بعض الطفرات الجينية أو "الحمض النووي"، حيث لوحظ بعض التغيرات في عدد من الجينات المسؤولة عن تكاثر الفيروس أو انتشاره، إلا أنها ليست كبيرة، لكنها تساعد في انتشار الفيروس وانتقاله من الإنسان للإنسان.

وأكد أنه حتى العام 2022 لم ترصد حالات عدوى بالفيروس من إنسان لإنسان، وأنها كانت تقتصر على الانتقال من الحيوانات إلى الإنسان فقط، أو عبر اللحوم وخاصة الخنازير أو القوارض والثدييات.

ولفت إلى أنه خلال العام الجاري سجلت لأول مرة حالات انتقال العدوى من إنسان لإنسان، كما أثبتت مؤخرا انتقال العدوى عبر التنفس وهي لم تسجل من قبل.
خبير في علم الفيروسات يكشف أيهما أكثر خطورة.. جدري القرود أم كورونا
وحول فعالية اللقاح الخاص بالجدري ضد فيروس "جدري القردة" أشار الباحث في علم الفيروسات إلى أن الفيروس الأخير هو من نفس عائلة الجدري التي تضم نحو 12 نوعا، وأن اللقاح أثبت فعاليته بدرجة كبيرة، إذ من الممكن تحصين المخالطين باللقاح الموجود للجدري، بشرط عدم ظهور الأعراض، كما يمكن لمن لم يظهر عليهم الأعراض تلقي اللقاح في فترة من 4 إلى 10 أيام.

ولفت إلى أن الأدوية الموجودة أثبتت فعاليتها بنسبة تفوق 90%، وأن التفكير في لقاح خاص بالسلالة الجديدة غير وارد.

في السياق نفسه قال الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح بمصر، إن "جدري القردة" موجود منذ فترات طويلة، لكنه اختفى بسبب منظومة اللقاحات.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن منظومة اللقاحات ضد جدري البشر خففت من انتشاره ومنحت مناعة لجزء كبير من المجتمع ضده، لافتا إلى عدم وجود أدلة علمية على إمكانية تحوله لوباء حتى الآن، نظرا لعدم قدرة الفيروس على الانتشار.
وفي وقت سابق قال مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لشؤون الصحة والوقاية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، إن احتمالية تحول مرض "جدري القردة" إلى وباء قائمة، لافتا إلى أن أعراض المرض تشبه إلى حد ما أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
وأضاف تاج الدين، في تصريحات تلفزيونية، مساء الأحد الماضي، أن الجدري بدأ في الانتشار في عدة دول حول العالم، مشيرا إلى أن كندا سجلت 5 إصابات مؤكدة بالمرض بجانب 24 حالة تحت الملاحظة.

ولفت وزير الصحة الأسبق، إلى أن هناك تزايدا في حالات الإصابة بالعدوى في العديد من دول العالم وبشكل يومي، وهو ما يشير إلى أن "هناك احتمالية لتحوله إلى وباء عالمي.

ونصحت منظمة الصحة العالمية بتطعيم الحالات المصابة والمخالطين لهم فقط، مؤكدة أنه "لا يوجد أي دولة بمنأى عن خطر انتشار جدري القرود".
مناقشة