قصة الخلاف بدأت مع اتهامات تخص فياض، بسحب ملفين خاصين بأزمة الكهرباء، من جدول أعمال جلسة الحكومة الأخيرة.
وفيما ينفي الوزير اللبناني سحب الملفين، ويؤكد أنهما لم يكونا ضمن جدول الاعمال أصلا، فإن مكتب ميقاتي تساءل بلغة لا تخلو من اتهام عن من طلب من فياض أن يفعل ذلك، بل وصل الأمر للحديث عن آخرين يديرون وزارة الطاقة بدلا عنه.
وقد أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بيانا أكد فيه أنه "منذ إعلان ميقاتي يوم الجمعة الفائت سحب فياض الملفَّين المتعلّقَين بالكهرباء عن جلسة مجلس الوزراء، يحاول وزير الطاقة التغطية على ما فعله ببيانات ومواقف مرتبكة، لم تنجح في إقناع الرأي العام بصوابية موقفه، خصوصاً وأنه تحدّث بنفسه أمام وزراء وشخصيا عن الأسباب الحقيقية لسحبه الملف"، حسب نص البيان.
وتساءل مكتب رئيس الحكومة اللبنانية: "هل يجرؤ الوزير على تسمية مَن طلب منه سحب الملف، ولماذا؟".
وأضاف البيان: "الملفت أنّه في محاولة للتغطية على فعلته، وزع وزير الطاقة اليوم بياناً يقول فيه إنّه (ليس بوارد السير بتوقيع صفقات بالتراضي لشراء الكهرباء بأثمان مرتفعة بل باعتماد الطرق القانونية السليمة التي تتيح المنافسة للجميع)".
وتبع هذا البيان بيان من مكتب فياض، أكد فيه "كذب هذه الادعاءات"، معلنا قبوله "التحدي"، وأنه سيرده على ميقاتي ويطلب منه أن يظهر أمام الرأي العام ما يتحدث عنه من "عرض متكامل" في موضوع الكهرباء.
وقال بيان فياض: "نعيد ونكرّر تعقيباً على البيانات السابقة أنّني طلبت التريّث قبل وضع بندي الطاقة على جدول أعمال مجلس الوزراء بملء إرادتي من دون أيّ إملاءات من أحد".
وتحدث بيان وزير الطاقة عن "مقولة حرماني اللبنانيين من الكهرباء فهو كلام مرفوض ومردود كون ما تم التريث فيه (وهو أصلاً لم يكن مدرجاً على الجدول ليُسحب) ليس له أيّ علاقة بإنشاء المعامل بل بتلزيم استشاري لتحضير دفاتر شروط ولا زلنا بصدد التفاوض معه كون الأسعار مرتفعة جداً والتمويل غير متوفّر".
واليوم الثلاثاء، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني، بيانا جديدا يصف فيه وزير الطاقة في حكومته بأنه "يعيش أزمة داخل وزارته ويردد مغالطات"، وفق نص البيان.
وقال: "يبدو أن وزير الطاقة والمياه وليد فياض، يعيش أزمة حقيقية داخل وزارته، تجعله يقدم على الشيء ونقيضه، مما يقتضي وضع النقاط على الحروف مجددًا".
وكشف أن فياض اتصل بمكتب ميقاتي "معبّرًا عن تقديره له، وشكره على تعاونه خلال مهامه الوزارية، كما أبدى رغبته في طي السجال والعودة الى بحث الملفات موضوع السجال بهدوء، من دون اللجوء الى الإعلام، واتفق مع ميقاتي على موعد قريب لاستكمال البحث".
واستدرك البيان: ولكن "بعد ظهر اليوم فوجئنا ببيان جديد صادر عن مكتب الوزير يجدد فيه سرد المغالطات والاكاذيب، لا بل يرفع لواء التحدي والنبرة، ما يؤكد تصميما على أخذ صك براءة عن فعل موصوف بشهادة اللبنانيين، فيما الهم الأول لميقاتي تأمين التيار الكهربائي".
وأكّد أنّه "اليوم يكرر الفعل ذاته، وهذه المرة مع ميقاتي نفسه، مما يقتضي طرح السؤال: هل فعلا معالي وزير الطاقة هو الذي أصدر البيان ونسي أو تناسى ما التزم به تجاه ميقاتي بالأمس؟ وهل فعلا هو الذي يدير شؤون الوزارة؟ سؤال بات مطروحًا بقوة بعد كل هذه السلوكيات الملتبسة، كفى إصدار بيانات ملفّقة، وللبحث في ملف الكهرباء صلة".
ونحن بدورنا نسأل عن لبنان زهرة المنطقة العربية، وعن أزماتها التي لا تنتهي، وعن نخبتها –باختلاف أطيافها- التي تدير ظهرها للبنان.. الشعب والوطن والرمزية.