فقد نقلت جريدة الأخبار اللبنانية عن مصادر تأكيدها عقد ثلاثة من اللقاءات في مقر السفارة البابوية بين وفود من حزب الله وأخرى من الفاتيكان.
ولفتت إلى أن تلك اللقاءات كانت على وقع الأزمة الأخيرة التي علق فيها الحزب وحليفته حركة أمل حضورهما جلسات الحكومة بسبب التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
وأكدت المصادر أن هذا اللقاء تحديداً انتقد فيه السفير البابوي جوزف سبيتيري "تسييس الملف وتطييفه، وجرى طرح إمكانية القيام بدور في هذا الموضوع".
واللافت بحسب المصادر أن "السفير البابوي كانَ دائم التنويه بالحوار القائم مع الحزب"، وهو ما طرح لدى البعض أسئلة حول رؤية الفاتيكان للحزب ودمجه في المعادلة اللبنانية.
ويبدو أن هذه الرؤية كانت سابقة على تلك الأحداث، وتحديدا منذ زيارة وزير خارجية الفاتيكان بول ريتشارد غالاغير إلى لبنان قبل عدة أشهر.
غالاغير تحدث وقتها عن "ضرورة الحوار مع الحزب"، بل وحذر بشدة من عزله، وخطورة ذلك على الواقع اللبناني.
البعض في مقابل تلك الحقائق طرح أسئلة ملغومة حول تبعات هذا الموقف الفاتيكاني من حزب الله اللبناني، مثل: هل ينفصل تعامل الفاتيكان مع حزب الله عن رفضه الذي تحدث عنه من قبل لموضوع سلاحه؟
وهل يمكن اعتبار هذا الموقف براغماتيا من المرجعية الكاثوليكية التي تدرك الوزن النسبي للحزب في الواقع الميداني وتريد تأمين علاقات متميزة معه لتحقيق مصالح المسيحيين هناك؟.
وإذا كان الحال كذلك فمن كان صاحب المصلحة في تلك الضجة الإعلامية التي أُثيرَت حول حقيقة موقف الفاتيكان، ومحاولات نفي أي رؤية إيجابية له تجاه الحزب اللبناني "الشيعي".