جاء ذلك في كلمة متلفزة مختصرة نشرها، اليوم السبت، منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية اللواء غسان عليان، وتداولتها وسائل إعلام عبرية.
وقال عليان في كلمته باللغة العربية مع ترجمة بالعبرية، إن ما وصفها بمحاولات التحريض والأكاذيب حول "مسيرة الأعلام" باتت في تزايد خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف أن "مسيرة الأعلام" تقام منذ أكثر من 30 سنة، في ما يسمى "يوم القدس" (ذكرى احتلال القدس الشرقية على يد إسرائيل عام 1967)، معتبرا أن مسار المسيرة ليس بالجديد أيضا.
وفي محاولة لتهدئة الفلسطينيين، قال عليان إن الوضع الراهن في مدينة القدس الشرقية سيبقى على حاله "من أجل اليهود والمسلمين والمسيحيين، ولن نسمح للمساس بهذا الوضع من أي طرف كان".
وتابع: "ليست جديدة أيضا مصالح الجهات الخارجية التي تحاول أن تشعل النار في الميدان، واستهتارها بتداعيات التصعيد على الشارع".
وقال عليان إن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ الشهر الماضي على "خطة مدنية واقتصادية واسعة في الضفة وإجراءات غير مسبوقة في غزة"، محذرا من أن "التراجع في الاستقرار الأمني سوف يخرب هذه الجهود"، على حد قوله.
تصريحات عليان، جاءت بعد وقت قصير من دعوة رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، "الأمة العربية والإسلامية" إلى النزول للشوارع، غدا الأحد، معتبرا أن "المساس بالأقصى سيسقط السماء على الأرض".
وقال مشعل خلال ملتقى العلماء لمواجهة "مسيرة الأعلام"، إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول حسم المعركة على المسجد الأقصى مستغلاً انشغال المنطقة والدعم الأمريكي، واختراقات التطبيع".
وأضاف: "الاحتلال يخطط غدا وربما في مناسبات قادمة أن يحكم السيطرة ويكرس أمر الواقع في القدس والأقصى"، مضيفا أنه "يحارب العلم الفلسطيني، ويريد أن يسود العلم الإسرائيلي ليقول بأن الأقصى تحت سيادته السياسية والدينية".
وبين أن "الاحتلال يهدف إلى تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا تمهيدا لهدم قبة الصخرة والمسجد"، مشددا على أنه "ينبغي أن نفعل فعلا عظيما يجعل الاحتلال وداعميه يدركون أن المساس بالأقصى سوف يتسبب بسقوط السماء على الأرض".
وأوضح مشعل أن "الوضع الحالي استثنائي في القدس، ويتطلب إجراءات استثنائية للدفاع عن الأقصى"، مطالباً "جماهير الأمة العربية والإسلامية بالنزول إلى الشارع تضامنا مع المرابطين في القدس".
وبمشاركة 8 آلاف مستوطن إسرائيلي، تنطلق غدا "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من القدس وسط تحذيرات سياسيين وناشطين إسرائيليين من تنظيمها في هذا المسار الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوع اشتباكات مع الفلسطينيين من سكان القدس.
ويدعي منظمو المسيرة أن مرورها عند منطقة باب العامود "رمزي" ويؤكدون على توحيد القدس بأكملها تحت سيادة إسرائيل، لكن السكان الفلسطينيين في المدينة يرون الإصرار على المرور عبر باب العامود والحي الإسلامي تحديا واستفزازيا.
وكانت حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل" والتي تضم قادة سابقين من الجيش والشرطة والموساد والأمن العام (الشاباك)، قد حذرت، أمس الأول (الأربعاء)، من تداعيات مرور المستوطنين في "نقاط الاحتكاك" في القدس.
ودعت الحركة وهي غير حكومية في رسالة بعثت بها لرئيس الوزراء بينيت ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف إلى "إعادة النظر في قرار تنظيم المسيرة عبر المسار الذي سيعبر نقاط الاحتكاك عند باب العامود والحي الإسلامي، وإقامتها على طريق يمنع الإضرار بالأمن في المدينة".
فيما اعتبر عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي (الوزير العربي الوحيد بالحكومة الإسرائيلية) أن "قرار الموافقة على اجتياز المسيرة الاستفزازية الحي الإسلامي وباب العامود خطأ فادح ومثير للقلق".
وفي العام الماضي، مرت المسيرة التي يحمل خلالها المستوطنون الأعلام الإسرائيلية في باب العامود، وردد المشاركون فيها هتافات عنصرية من بينها "الموت للعرب".