وبثت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية مقطعا مصورا يظهر فيه العشرات من المستوطنين يحملون الأعلام الإسرائيلية ويرددون أغاني وطنية حتى وصلوا إلى باب العامود، حيث أدوا هناك ما تسمى "رقصة الأعلام".
وقالت القناة: "وصلت مجموعة من اليهود إلى باب العامود رافعين الأعلام الإسرائيلية، واندلعت مواجهات واعتقل عدد من السكان العرب. ولوح فريق آخر بالأعلام عند بعض جبل الهيكل (الحرم القدسي) وقامت الشرطة بإغلاق أبواب المكان".
يأتي ذلك قبل يوم من مشاركة ما يزيد عن 8 آلاف مستوطن في "مسيرة الأعلام" المقرر انطلاقها من القدس الغربية مرورا بباب العامود والحي الإسلامي وصولا إلى حائط البراق (يسميه الإسرائيليون "المبكى")، الملاصق للمسجد الأقصى.
وقبل ذلك بوقت قصير، وقعت مناوشات بين الشرطة الإسرائيلية وعدد من الفلسطينيين في باب العامود، حيث شوهدت عناصر الشرطة وهي تعتقل أحد الشبان.
وفي وقت سابق من اليوم، طالب رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، "الأمة العربية والإسلامية" إلى النزول للشوارع، غدا الأحد، معتبرا أن "المساس بالأقصى سيسقط السماء على الأرض".
وقال مشعل خلال ملتقى العلماء لمواجهة "مسيرة الأعلام"، إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول حسم المعركة على المسجد الأقصى مستغلاً انشغال المنطقة والدعم الأمريكي، واختراقات التطبيع".
وأضاف: "الاحتلال يخطط غدا وربما في مناسبات قادمة أن يحكم السيطرة ويكرس أمر الواقع في القدس والأقصى"، مضيفا أنه "يحارب العلم الفلسطيني، ويريد أن يسود العلم الإسرائيلي ليقول بأن الأقصى تحت سيادته السياسية والدينية".
وبين أن "الاحتلال يهدف إلى تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا تمهيدا لهدم قبة الصخرة والمسجد"، مشددا على أنه "ينبغي أن نفعل فعلا عظيما يجعل الاحتلال وداعميه يدركون أن المساس بالأقصى سوف يتسبب بسقوط السماء على الأرض".
وأوضح مشعل أن "الوضع الحالي استثنائي في القدس، ويتطلب إجراءات استثنائية للدفاع عن الأقصى"، مطالباً "جماهير الأمة العربية والإسلامية بالنزول إلى الشارع تضامنا مع المرابطين في القدس".
فيما، اتهم منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية اللواء غسان عليان، جهات خارجية لم يسمها بمحاولة التحريض ضد "مسيرة الأعلام" المثيرة للجدل والمقرر تنظيمها من قبل مستوطنين غدا الأحد والمرور عبر البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال عليان في كلمته باللغة العربية مع ترجمة بالعبرية، إن ما وصفها بمحاولات التحريض والأكاذيب حول "مسيرة الأعلام" باتت في تزايد خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف أن "مسيرة الأعلام" تقام منذ أكثر من 30 سنة، في ما يسمى "يوم القدس" (ذكرى احتلال القدس الشرقية على يد إسرائيل عام 1967)، معتبرا أن مسار المسيرة ليس بالجديد أيضا.
وفي محاولة لتهدئة الفلسطينيين، قال عليان إن الوضع الراهن في مدينة القدس الشرقية سيبقى على حاله "من أجل اليهود والمسلمين والمسيحيين، ولن نسمح للمساس بهذا الوضع من أي طرف كان".
وتابع: "ليست جديدة أيضا مصالح الجهات الخارجية التي تحاول أن تشعل النار في الميدان، واستهتارها بتداعيات التصعيد على الشارع".
وقال عليان إن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ الشهر الماضي على "خطة مدنية واقتصادية واسعة في الضفة وإجراءات غير مسبوقة في غزة"، محذرا من أن "التراجع في الاستقرار الأمني سوف يخرب هذه الجهود"، على حد قوله.