تباين المواقف بشأن الخروج الفرنسي من تشاد وأسباب أخرى تعرقل مسار الحوار الوطني

دخلت مشاورات الحوار الوطني في تشاد مرحلة من الجمود، خاصة بعد رفع مطالب المعارضة المسلحة للحكومة والتي لم يحسم الرد عليها حتى الآن.
Sputnik
ضمن الملفات التي طفت على السطح خلال النقاشات الدائرة حاليا، احتل ملف خروج القوات الفرنسية من تشاد أولية كبيرة، خاصة من قبل التيارات الداعمة للغة العربية في البلاد والكتاب والمثقفين.
ولم تحدد الحكومة الموعد الجديد للحوار حتى الآن بعد تأجيله بناء على طلب الدوحة التي تستضيف اجتماعات للحركات المسلحة المعارضة.
بشأن آخر المستجدات المرتبطة بالحوار الوطني، قال العابد مصطفى البشير المفوض باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بتشاد إن القوى السياسية الداخلية تنقسم في الوقت الراهن إلى عدة اتجاهات، كما تتباين مواقفها من الوجود العسكري للمستعمر الفرنسي، حسب قوله.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الحركات المسلحة يمكن أن تتقارب فيما بينها، خاصة بين مكوني العرب والقرعان، وأن هذا التقارب يخلط الأوراق بالنسبة للمجلس العسكري، الذي كان يعول على التباعد بين المكونين.
وأوضح أن المثقفين والداعمين للغة العربية في البلاد من يطالبون اليوم بخروج القوات الفرنسية من تشاد، الأمر الذي يلقي بظلاله على مجريات الحوار الوطني المرتقب.
في الإطار قال المحلل السياسي التشادي أبو بكر عبد السلام، إن السلطات في البلاد لم تحدد الموعد الجديد للحوار الوطني حتى الآن.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك":
مجموعات المعارضة المجتمعة في الدوحة رفعت مطالبها النهائية إلى الطرف الحكومي عبر الوسيط القطري.
وبحسب الخبير التشادي، طالبت فصائل المعارضة بمراجعة الميثاق الانتقالي، وعدم السماح لأعضاء المجلس العسكري للمشاركة في أي انتخابات قادمة.
وتضمنت المطالب وقف إطلاق النار في ربوع البلاد، والإفراج عن أسرى الحرب، وإعادة الممتلكات، وحل المجلس العسكري الانتقالي واستبداله بمجلس السلطة الانتقالية.
كما طالب بحل الحكومة وإحالة منصب رئيس الوزراء إلى المعارضة العسكرية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الانتقالي وتخصيص 30% للمعارضة العسكرية 30% للأحزاب السياسية 30% لجمعيات المجتمع المدني، بينما طالبت الحكومة الانتقالية الشروط على طاولة الحوار في الدوحة.
القوات الإقليمية تقتل 300 على الأقل من مسلحي جماعة بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد
شهدت عدة مدن تشادية، منتصف مايو/ آيار الجاري، احتجاجات شعبية بدعوة من تحالف المعارضة، ضد الوجود العسكري والدور السياسي لفرنسا في البلاد، وتخللت التظاهرات أعمال تخريب لبعض محطات الوقود التابعة لشركة "توتال" الفرنسية في البلاد.
نشرت شبكة "الوحدة أنفو" التشادية فيديوهات تظهر مسيرات في العديد من المدن التشادية، بدعوة من تحالف "واكيت تاما" المعارض، احتجاجا على الوجود العسكري الفرنسي في البلاد.
كما شهدت الأحداث تحطيم نصب الجندي الفرنسي المجهول في مدينة أبيشي، شرقي البلاد من قبل المتظاهرين.
وفي نفس السياق، تدخلت الشرطة لإزالة متاريس وضعها المحتجون في العاصمة إنجامينا، في حين أظهرت بعض الفيديوهات، مشاركة مستشار الرئاسة التشادية، حسين ماسار حسين، في التظاهرات بالعاصمة.
كما أطلقت حركة "واكيت تاما"، وهو تحالف يضم أحزاب وحركات مدنية معارضة، خلال مؤتمر صحفي، دعوة للتظاهرات اليوم السبت، ضد السياسة الفرنسية في التشاد، موضحين أن هذه الاحتجاجات تأتي اعتراضا على سلوك الفرنسيين تجاه الشعوب الأفريقية، لاسيما شعب تشاد.
مناقشة