ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، مساء اليوم الأربعاء، عن مصادر مطلعة أن محمود عباس يدرس اتخاذ قرارات صعبة، بهدف الضغط على إسرائيل والإدارة الأمريكية وأطراف دولية أخرى، لإطلاق عملية سياسية.
وأكدت المصادر أن عباس أصبح مقتنعا أنه دون اتخاذ قرارات مصيرية لا يمكن إنقاذ مسار السلام الحالي، وذلك في ظل تصاعد الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين، وعجز أمريكا ضد إسرائيل وامتناعها عن تطبيق وعودها للسلطة الفلسطينية، خاصة إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.
وجاءت خطوة عباس بعد أن فشلت جهود مصرية وأردنية بإقناع الإدارة الأمريكية بتبني خطة لإطلاق عملية سياسية، بالتوازي مع إصرار إسرائيل على التصعيد في الأراضي الفلسطينية، حيث تقوم إسرائيل بتغير الوضع الراهن في القدس ومقدساتها، وقضم المزيد من الأراضي وتوسيع الاستيطان وإبقاء حالة الانقسام الحالية.
وبدأت محاولة إطلاق العملية السياسية بتنسيق مصري أردني فلسطيني، قبل وصول إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، إلى سدة الحكم في واشنطن، لكن لم تفتح الإدارة الأمريكية أي آفاق لإطلاق عملية سياسية، في حين اكتفت بدعم مبادرات اقتصادية لكسر الجمود وبناء الثقة، وهو المسار المرفوض من قبل الفلسطينيين، والذين لا يعتبرونه بديلا للعملية السياسية.
ومع استمرار حالة "اللاحرب" و"اللاسلم" الحالية، قرر الرئيس الفلسطيني إعطاء الضوء الأخضر لدراسة تطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، خلال جلسته الأخيرة المنعقدة في شباط/فبراير الماضي، الخاصة بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن بين القرارات الأخرى، إنهاء التزامات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بجميع الاتفاقيات مع السلطة الإسرائيلية، ووقف التنسيق الأمني مع تل أبيب بأشكاله المختلفة، مع تحديد ركائز عملية للاستمرار في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة ذات السيادة.