وزير الكهرباء السوري غسان الزامل أكد في تصريح لـ "سبوتنيك" أن "العقوبات الاقتصادية الظالمة أثرت بشكل كبير على إمدادات الكهرباء للقطاعات الحيوية التي تلامس حياة المواطن السوري كالمستشفيات والمستوصفات ومراكز الخدمة العامة".
5 تريليونات ليرة خسائر
وأشار الوزير السوري إلى أن "عشر سنوات من الحرب الظالمة على سوريا أثرت بشكل كبير على المنظومة الكهربائية وولدت خسائر تعدت الخمسة تريليونات ليرة سورية، إضافة لتدمير وتخريب أكثر من 50% من البنية التحتية لقطاع الكهرباء من محطات توليد، لافتاً إلى أن سوريا لديها حوالي 11 محطة توليد، منها ما خرج عن الخدمة بشكل كامل مثل محطة زيزون ومحطة حلب الحرارية، ومنها ما خرج بشكل جزئي وتم إعادة تأهيلها محطة محردة وتشرين الحرارية".
وبحسب الوزير الزامل، فإن "استطاعة التوليد في سوريا قبل الحرب بلغت أكثر من 6 آلاف ميغا واط، لكن بعد الحرب وبسبب الحصار، خرجت عدد من محطات التوليد من الخدمة وتأخر إجراء الصيانة للبعض الآخر بالإضافة إلى النقص في المشتقات النفطية التي تحتاجها المحطات، وهذا كله أدى لانخفاض التوليد إلى حدود 2200 ميغا واط، لأن أغلب حقول النفط والغاز في سوريا تقع تحت سيطرة قوات "قسد" المدعومة أمريكياً، ما يعيق توريد كميات الوقود اللازمة لإعادة تشغيل وتوليد الطاقة بالكميات المطلوبة".
الطاقة المتجددة هي الحل
واعتبر الوزير السوري أن "الحل الأمثل في لحل الأزمة يكمن في استخدام الطاقات المتجددة، كتركيب سخانات المياه الشمسية، واللواقط الكهروضوئية وبعض العنفات الكهروريحية الصغيرة على أسطح المنشآت الصناعية وغيرها".
وحول التعاون مع روسيا أشار الزامل أن "هناك مشاريع مشتركة بين البلدين الصديقين ونسعى لتعزيز العمل وتذليل المعوقات للإسراع في تنفيذ العقود التي تم الاتفاق".
وختم حديثه قائلاً: "نعمل على تكثيف الجهود لمواجهة التحديات المفروضة من أجل تحسين الواقع الكهربائي، وحل كافة شكاوى المواطنين ومعالجة الأعطال بالسرعة القصوى من خلال مكاتب الطوارئ وإجراء الصيانات اللازمة لكافة مكونات الشبكة الكهربائية".
يذكر أن سوريا قبل الحرب كانت تستحوذ على أحد أكثر شبكات التوليد والنقل الكهربائي موثوقية في المنطقة العربية، كما كانت تصدر التيار الكهربائي إلى عدد من دول الجوار، إلا أن هجمات المجموعات المسلحة على محطات الكهرباء، وأنابيب النفط، وغيرها من البنى التحتية الهامة في تشغيل هذا القطاع، أدت إلى تراجع ملحوظ في الواقع الكهربائي، ظهر جلياً في انخفاض عدد ساعات التغذية في البلاد.
وازداد الأمر سوءاً مع سيطرة الجيش الأمريكي وحلفائه على أكبر حقول النفط والغاز في سوريا، ونهب وتصدير مخزوناتها إلى خارج البلاد، ومناطق تواجد الجماعات الإرهابية المسلحة.