الحكومة اليمنية تجدد تمسكها بفتح طرق تعز دون شروط وتطالب بالضغط على "أنصار الله"

جددت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اليوم الأحد، تمسكها بفتح الطرق والمعابر في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) للإيفاء بالتزاماتها المتضمنة هدنة الأمم المتحدة السارية لشهرين إضافيين في اليمن.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال مجلس الوزراء اليمني خلال اجتماع في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، برئاسة معين عبد الملك، إن "موافقة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على تمديد الهدنة يأتي حرصا على تخفيف معاناة الشعب اليمني في كل أرجاء الوطن، وإتاحة الفرصة للجهود الأممية والدولية لاستئناف العملية السياسية وفق مرجعيات الحل الثلاث المتوافق عليها (في إشارة إلى المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار والقرارات الأممية)".
وأضاف، "نجدد الموقف الثابت ازاء شروط ومتطلبات الهدنة الجديدة وفي مقدمتها فتح الطرقات والمعابر في تعز من قبل مليشيا الحوثي بشكل عاجل ودون أي شروط او مماطلة او تسويف، والضغط الدولي للوفاء بتعهدات المليشيا بصرف رواتب الموظفين من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى موانئ الحديدة"، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية.
وأشار مجلس الوزراء اليمني إلى "مبادرات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لإنجاح الهدنة بما فيها تسهيل وصول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، والرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، في مقابل العراقيل المستمرة من جانب الحوثيين، والتنصل من كل التزاماتهم بموجب الهدنة".
ودعا المجلس إلى "مضاعفة الضغط على الحوثيين للوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق الهدنة، بما في ذلك الكف عن استخدام القضايا الإنسانية للابتزاز السياسي والمماطلة بشأن تنفيذ خطة الامم المتحدة لإنهاء خطر خزان صافر النفطي الذي يهدد بكارثة بيئية غير مسبوقة".
إلى ذلك، اتهم محافظ تعز نبيل شمسان، جماعة "أنصار الله" بما أسماه "الالتفاف" و"التحايل" على مطالب فتح الطرق والمعابر في محافظة تعز.
وزير الإعلام اليمني: الحوثيون يحاولون القيام بإجراءات لنسف مفاوضات عمان
وقال شمسان خلال ترؤسه اجتماعا للجنة الأمنية بمحافظة تعز، حسب صفحة المكتب الإعلامي للمحافظ عبر "فيس بوك"، إن "المليشيات (في إشارة إلى جماعة أنصار الله) باتت مكشوفة ولا يمكنها الالتفاف ومغالطة الرأي العام العالمي المطالب بفك الحصار وفتح الطرقات الرئيسية دون شروط".
وتابع "نحن بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية في عمّان ولا تعنينا تلك التصرفات الاستباقية للتحايل وحرف مسار المفاوضات من قبل المليشيات".
وتأتي التطورات في وقت استأنفت الأمم المتحدة الجولة الثانية من المفاوضات التي ترعاها في العاصمة الأردنية عمّان بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، لفتح الطرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى في اليمن.
وبوقت سابق من اليوم، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله"، مهدي المشاط، أن الجماعة ستعلن عن مبادرة أحادية الجانب لفتح طرق في محافظة تعز، في حال لم تتوصل المفاوضات الجارية بين الجماعة والحكومة برعاية الأمم المتحدة في الأردن إلى اتفاق بشأن ذلك.
في السياق، أفاد مصدر في السلطة المحلية بمحافظة تعز لوكالة "سبوتنيك"، بأن "جماعة أنصار الله تواصل لليوم الثاني، شق طريق جديد شمال مدينة تعز، يمر بالناحية الغربية منها وصولاً إلى وسط المدينة.
وذكر المصدر أن الطريق الجديد يعتقد أنه على صلة بالمبادرة التي تعتزم "أنصار الله" إعلانها من طرف واحد بشأن فتح الطرق في مدينة تعز .
في حين أعلنت "أنصار الله"، عبر وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها التي تديرها الجماعة، أنها "بدأت رفع حواجز تربية تمهيداً لفتح طريق من وسط شارع الستين مرورا عبر شارع الخمسين ومن ثم الأربعين وصولا إلى مدينة النور وبير باشا داخل مدينة تعز، بناءً على مبادرة محافظ المحافظة (تقصد المعين من الجماعة) لفتح طريق أسفلتي بطول 12 كيلومترا يربط بين شارع الخمسين إلى مدينة تعز لايتعدى اجتيازه نصف ساعة".
ويوم الجمعة الماضي، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن أملهم في أن تترجم الهدنة المعززة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، معبرين عن قلقهم من الأثر الإنساني الخطير لاستمرار إغلاق الطرق حول تعز، داعين جماعة "أنصار الله" إلى "التصرف بمرونة في المفاوضات وفتح الطرق الرئيسية على الفور".
سبق ذلك يوم السبت قبل الماضي، إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في ختام جولة أولية من النقاشات بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" استمرت ثلاثة أيام في الأردن لفتح الطرق المغلقة في محافظة تعز ومحافظات أخرى في اليمن، "تقديم اقتراح لإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي، تضمن آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين". داعيا الطرفين إلى "اختتام مداولاتهم الداخلية بشكل عاجل وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني".
مشاورات ثنائية بين أطراف الصراع اليمني في الأردن... هل ينجح المبعوث الأممي هذه المرة؟
وترتبط مدينة تعز بأربع طرق رئيسية (المنفذ الشرقي والشمالي والشمال الشرقي والغربي) مؤدية إلى محافظات إب وذمار والحديدة ولحج، إلا أنها مغلقة حاليا من قوات جماعة "أنصار الله"، ما دفع المدنيين إلى استخدام طرق بديلة وعرة تطيل مدة الوصول إلى المدينة لساعات بدلاً عن دقائق.
وفي الثاني من أبريل الماضي، أعلن غروندبرغ بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مناقشة