وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن السعودية على وشك فتح مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية الإسرائيلية، ما يمثل خبرا سارا لآلاف الإسرائيليين ولصناعة الطيران المحلية.
وأضافت: "مع ذلك، فهذه ليست سوى مقدمة لتحرك سياسي أكثر عمقا وشمولية، من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في المستقبل القريب ويحدث تغييرا جذريا في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط".
وتابعت: "تربط إسرائيل والسعودية علاقات غير رسمية وتعاون سري منذ سنوات عديدة. الآن التحالف بين الدولتين على وشك الخروج للضوء على الأقل جزئيا".
وأكدت أنه، "على خلفية التهديد الإيراني الذي تخشاه السعودية وإسرائيل، وفي ظل رغبة الرياض في إذابة العلاقات الباردة مع الولايات المتحدة، من المتوقع أن تدخل عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية مرحلة جديدة".
وبحسب الصحيفة: "الدافع الرئيسي لهذه الخطوة داخل المملكة هو ولي العهد محمد بن سلمان، لكنه في هذه المرحلة لا يستطيع "المضي حتى النهاية" وإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل، في ظل معارضة والده الملك سلمان، الذي يعتبر محافظا وأكثر صرامة منه".
يشار إلى أن المجال الجوي السعودي مفتوح حاليا أمام الشركات الإسرائيلية فقط خلال الرحلات الجوية إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين، كجزء من اتفاقيات أبراهام.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك شركة "إير إنديا" الهندية تصريحا خاصا للطيران عبر المجال الجوي السعودي خلال رحلاتها بين الهند وإسرائيل.
وقالت "يسرائيل هيوم": " كل هذا متوقع أن يتغير قريبا، عندما تتمكن الطائرات الإسرائيلية والطائرات التابعة لشركات أجنبية التي تحلق نحو إسرائيل من المرور دون قيود في سماء السعودية".
من المتوقع أن تقصر هذه الخطوة بشكل كبير من أوقات الرحلات بين إسرائيل ومجموعة متنوعة من الوجهات في الشرق الأقصى، وتقلل بشكل كبير من أسعار الرحلات.
وأضافت الصحيفة: "كما طلبت إسرائيل من السعوديين السماح برحلات جوية مباشرة بين البلدين للحجاج المسلمين إلى مكة (تتم حاليا عبر الأردن)، لكن في هذه المرحلة ليس من الواضح ما إذا كان السعوديون مستعدون لقبول الطلب أم أنه سيتم تأجيله إلى مرحلة لاحقة في عملية التطبيع بين الدولتين".
وكجزء من الصفقة، ومقابل فتح الأجواء السعودية، ستمنح القدس الضوء الأخضر لنقل جزيرتي تيران وصنافير من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية.
وبحسب الصحيفة: "هاتان جزيرتان غير مأهولتين ولكنهما مهمتان من الناحية الإستراتيجية وتتحكمان في مدخل خليج إيلات"، معتبرة أن "مصر مهتمة بنقلها إلى السعودية مقابل مساعدة مالية من المملكة، وفي الواقع اتفق البلدان بالفعل على الصفقة".
وتابعت: "لكن، منذ إعادة الجزر إلى مصر (كانت تحتلهما إسرائيل) كجزء من اتفاقية السلام مع إسرائيل، فإن العقد الموقع في كامب ديفيد يتطلب موافقة إسرائيل على نقلهما إلى دولة ثالثة".
الصحيفة أوضحت أن هذه الخطوة برمتها تم بلورتها من خلال وساطة الإدارة الأمريكية المعنية بزيادة إنتاج النفط السعودي من أجل خفض سعره وذلك على خلفية الحظر المفروض على النفط والغاز الروسي في أعقاب العملية العسكرية أوكرانيا، والتي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة العالمية.
وأشارت إلى أن "المشكلة هي أن علاقات فاترة إلى حد ما تسود بين واشنطن والرياض منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة".
وقالت "يسرائيل هيوم": إن بن سلمان يريد بشدة إزالة المقاطعة الأمريكية التي خلفتها قضية خاشقجي و"يود أن يتم استقباله في زيارة رسمية للولايات المتحدة، لكن الأمريكيين راغبون حاليا في منحه "العفو الجزئي" فقط"، على حد تعبيرها.
ومضت بالقول: "يبدو أن الرئيس بايدن سيلتقي به في المرحلة الأولى ويصافحه علانية خلال زيارته للسعودية والمنطقة المقرر إجراؤها الشهر المقبل. لن يجلس بايدن مع بن سلمان في اجتماع عمل ثنائي، لكنه سيكتفي بالمبادرات المذكورة أعلاه كجزء من اجتماع أوسع بين فرق عمل رفيعة المستوى من البلدين".
وتابعت: "الاتصالات بين إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة في أكثر مراحلها تقدما، لكن لم يتم التوصل بعد إلى تفاهمات نهائية بشأن التفاصيل. يبدو أن تأجيل زيارة بايدن إلى المنطقة، من الموعد الأصلي في نهاية يونيو المقبل، مرتبط بالرغبة الأمريكية في الوصول إلى اتفاق شامل وبعيد المدى بين الدول الثلاث، وعندها فقط الشروع في "جولة النصر" الدبلوماسية للرئيس".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "يذكر أنه الخميس الماضي ذكرت شبكة بلومبرغ أن السعودية اتخذت خطوات لزيادة إنتاجها النفطي مع تمديد وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن لمدة شهرين آخرين. ووفقا للتقرير يهدف الإجراءان إلى مساعدة المملكة في تمهيد الطريق لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن".