بداية يقول نائب رئيس شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المصرية، الدكتور نور الدين درويش، إن مصر بالفعل يجب أن تساير العالم الذي يتجه نحو تكنولوجيا السيارات الكهربائية، وتأتي الخطوات المصرية نحو السيارات الكهربائية تلافيا للتخلف الذي حدث خلال العقود الماضية فيما يتعلق بالسيارات ذات المحرك الميكانيكي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه "على الرغم أننا بدأنا مبكرا في تلك الصناعة منذ العام 1959 وقمنا بتصنيع السيارة "رمسيس"، وقد سبقنا كوريا في هذا المجال، فإذا كانت مصر تريد تلافي ما حدث في السابق وتريد اللحاق بالركب في تصنيع السيارة الكهربائية، أرى أن هذا القرار سليم 100%".
مرحلة التحضير
وتابع: "نحن لا نريد أن نقوم بعملية تجميع للسيارة الكهربائية، المطلوب الآن هو اختيار نوع معين من السيارات الصينية أو ماركة بعينها متقدمة في هذا المجال لنقوم بتصنيعه في مصر، على أن لا تقل نسبة التصنيع المصرية عن 60-70 في المئة، لأنه لا يوجد مصنع في العالم يقوم بتصنيع سيارة بنسبة 100%".
وأشار نائب رئيس شعبة السيارات إلى أن "الأهم من التصنيع هو التصدير، فرغم كبر حجم السكان في مصر والذي تجاوز الـ100 مليون نسمة، إلا أن الطلب على السيارات ضعيف".
وأوضح أن:
"حجم السيارات المطلوبة سنويا لا يتجاوز 250 ألف سيارة، وعملية التصنيع تحتاج إلى طاقة إنتاجية كبيرة".
وأكد درويش، أن "هناك تجربة أمامنا في المغرب والتي حصلت من شركة "رينو" على امتياز تصنيع السيارة "لوجان"، على أن لا تقوم الشركة الأم بتصنيعها وتصديرها لكل دول العالم ووصلت اليوم إلى تصنيع مليون سيارة، مع العلم أن السوق المحلي فيها ضعيف أيضا، لكن النسبة الأكبر تعاقدات للتصدير".
وأضافت: "نتمنى أن يكون توجهنا ليس السوق المحلي وإنما للتصدير، ولينا في مصر شراكات إقليمية ودولية كبرى، فلو قمنا بتصنيع عربية ذات هوية وشخصية قوية يمكن أن نقوم بتصديرها إلى أوروبا والاستفادة من اتفاق التجارة الحرة بيننا وبينهم "زيرو جمارك"، وهناك ميزة للشراكة المصرية مع الصين، حيث ستتربع الصين خلال الأعوام القادمة على عرش صناعة السيارات الكهربائية في العالم ولديها الكثير من نماذج السيارة الكهربائية".
السوق المحلي
وفيما يتعلق بتأثير تصنيع السيارات الكهربائية على سوق السيارات المصري يقول درويش: "في العام 2018 تم السماح باستيراد السيارات الكهربائية المستعملة لمدة ثلاث سنوات، تلك كانت ميزة في السوق لأن السيارة الكهربائية الجديدة أغلى بنسبة كبيرة عن السيارات العادية".
وأشار إلى أن "تلك الخطوة كان هدفها نقل هذا النوع للمستهلك بسعر مقبول، علاوة على تهيئة البنية الأساسية للسيارة الكهربائية والمتمثلة في محطات الشحن ومراكز الصيانة ونشر ثقافة السيارات الكهربائية والتعرف على مشاكلها ومحاولة حلها مستقبلا أو تلافيها، علاوة على تأهيل الكوادر التي ستقوم بصيانة السيارة في مصر، لكن المؤسف أن وزارة الصناعة أوقفت استيراد السيارات الكهربائية المستعملة بنهاية العام 2021، لذا نطالب بفتح باب الاستيراد مجددا لخلق نوع من التقبل للسيارة في الشارع والتعود عليها".
بداية الطريق
من جانبه يقول رئيس تحرير موقع "كونكت كار"، محمد حسين، إن هناك توجها في معظم دول العالم نحو السيارة الكهربائية، لكن الجميع لا يزال يعمل على تجهيز البنية الأساسية لتلك الصناعة، و"في مصر هناك عدد من السيارات الكهربائية يتم ترخيصها كل شهر من 200-300 سيارة، وهو رقم ليس بالقليل وهناك بعض أماكن للشحن، لكن لا تعتبر حتى الآن هى السيارة التي يمكن الاعتماد عليها، الأمر لا يتعدى حتى الآن تجربة التكنولوجيا الجديدة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الأمر لا يزال في البداية ويحتاج لبعض الوقت حتى يقبل المستهلك عليها وتصبح أحد الوسائل الرئيسية التي يتم الاعتماد عليها".
نماذج إقليمية
وأوضح حسين، أن "مصر تقوم بتجميع السيارات وليس تصنيعها، ففكرة التصنيع الكامل للسيارة في أي دولة ليست موجودة في كل دول العالم، نحن نقوم بتجميع مكونات في السيارة بنسبة 40% على سبيل المثال".
وتابع:
"لذا نحن من الدول التي تقوم بالتجميع لأن المصنعين في العالم معروفين منذ عقود طويلة، ما يمكن عمله هو أن يكون لدينا مصانع للتجميع بنسب أو مكونات محلية معينة، هذا ما يحدث في الجزائر أو المغرب، وهو ما يمكن أن نعمل عليه خلال السنوات القادمة".
ويناير الماضي، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنه اعتبارا من العام المقبل 2023 سيتم إنتاج أول سيارة مصرية تعمل بالكهرباء.
وجاء إعلان السيسي أثناء حضوره جلسة، "الطريق من غلاسكو إلى شرم الشيخ" لمواجهة التغيرات المناخية، التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثانى للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم في شرم الشيخ.
وقال السيسي: "أتصور وجود مئات الملايين من السيارات حول العالم، والسيارات الكهربائية ستوفر إحلال للسيارات التي تستعمل الطاقة الأحفورية سواء كان السولار والبنزين، ونحن في مصر كنا ندرك هذا وتحركنا سريعا، ومنذ 5 سنوات تحدثنا مع شركات السيارات بشأن استعدادنا في مصر أن نكون شركاء لصناعة السيارات الكهربائية في مصر، وبدأنا في تصنيع مبادرات لإحلال السيارات أولا بالغاز ثم بنظيرتها التي تعمل بالكهرباء عند توافرها".
وتابع السيسي: "وكما قال رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته، سيتم طرح أول سيارة كهربائية مصرية في عام 2023، ولو أدرك العالم والقطاع الخاص الإجراءات التي يتم اتخاذها لمجابهة التغير المناخي لمضى في نفس الاتجاه".
يشار إلى أنه في شهر أغسطس/ آب عام 2020، تفقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، نماذج لسيارات حديثة لكبرى الشركات العالمية مصنعة محليا، والتي تم تجهيزها للعمل بطاقة الغاز الطبيعي.