"أنصار الله": قدمنا مبادرة جدية بفتح ثلاث طرق في تعز لم تجد تجاوبا

أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، الأحد، تقديم مبادرة لفتح طرق في محافظة تعز جنوب غربي اليمن ضمن تنفيذ هدنة الأمم المتحدة السارية لشهرين إضافيين في اليمن. مؤكدة الاستعداد لتنفيذها من طرف واحد.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال رئيس فريق جماعة "أنصار الله" في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والجماعة في العاصمة الأردنية عمّان، لفتح الطرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى، اللواء الركن يحيى عبد الله الرزامي، حسب ما نقله عنه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة: "قدمنا مبادرة جدية بفتح ثلاث طرق في تعز بهدف إنهاء معاناة المواطنين وتسهيل حركة المواطنين والمركبات بكل سلاسة".
وأضاف: "لا يوجد تجاوب صريح من الطرف الآخر (في اشارة إلى الحكومة اليمنية) مع هذه المبادرة الأمر الذي يضع الكثير من التساؤلات حول نية وأهداف الطرف الآخر من المفاوضات الجارية".
وأكد الرزامي، "الاستعداد لتنفيذ المبادرة التي تقدم بها من جانب واحد، بهدف التقدم في المفاوضات"، داعياً الأمم المتحدة إلى "النزول لمحافظة تعز ومعاينة الواقع لإثبات جدية الجانب الوطني (يقصد جماعة أنصار الله) ومعرفة من الطرف المعرقل لفتح المنافذ الإنسانية".
ورأى رئيس فريق "أنصار الله" في مفاوضات عمّان، أن "الكرة في ملعب الطرف الآخر (في إشارة إلى الحكومة اليمنية)".
وبوقت سابق من اليوم، جددت الحكومة اليمنية تمسكها بفتح الطرقات والمعابر في تعز من قبل جماعة "أنصار الله" بشكل عاجل ودون أي شروط أو مماطلة أو تسويف، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على الجماعة لتنفيذ التزاماتها ضمن الهدنة الأممية السارية في اليمن.
سبق ذلك بساعات إعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله"، مهدي المشاط، أن الجماعة ستطلق مبادرة أحادية الجانب لفتح طرق في محافظة تعز، في حال لم تتوصل المفاوضات الجارية بين الجماعة والحكومة في الأردن إلى اتفاق بشأن ذلك.
وتأتي التطورات في وقت استأنفت الأمم المتحدة، اليوم، الجولة الثانية من المفاوضات التي ترعاها في العاصمة الأردنية عمّان بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، لفتح الطرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى في اليمن.
الحكومة اليمنية تجدد تمسكها بفتح طرق تعز دون شروط وتطالب بالضغط على "أنصار الله"
ويوم السبت الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في ختام جولة أولية من النقاشات بين الحكومة اليمنية و"أنصار الله" استمرت ثلاثة أيام في عمّان، "تقديم اقتراح لإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي، تضمن آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين"، داعياً الطرفين إلى "اختتام مداولاتهم الداخلية بشكل عاجل وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني".
يشار إلى إعلان "أنصار الله"، يوم الجمعة قبل الماضي، تقديم مبادرة وصفتها بـ "المهمة" لرفع المعاناة الإنسانية عن أبناء محافظة تعز إلى مفاوضات عمّان. متهمة وفد الحكومة بعدم امتلاكه قراره.
وردت الحكومة اليمنية، على إعلان "أنصار الله"، بالقول إن الجماعة قدمت مبادرة لفتح ممر جبلي قديم معد لمرور الحمير والجمال، يبعد عن مدينة تعز 30 كيلومترا، ولا يرفع معاناة أبناء تعز بنسبة 10 %، مطالبةً بفتح طريق تعز - الحوبان - صنعاء.
وترتبط مدينة تعز بأربع طرق رئيسية (المنفذ الشرقي والشمالي والشمال الشرقي والغربي) مؤدية إلى محافظات إب وذمار والحديدة ولحج، إلا أنها مغلقة حاليا من قوات جماعة "أنصار الله"، ما دفع المدنيين إلى استخدام طرق بديلة وعرة تطيل مدة الوصول إلى المدينة لساعات بدلاً عن دقائق.
وفي الثاني من أبريل الماضي، أعلن غروندبرغ بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
وزير الإعلام اليمني: الحوثيون يحاولون القيام بإجراءات لنسف مفاوضات عمان
كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مناقشة