وأكدت الصحيفة أن السبب هو أن كييف لا ترغب في تبادل المعلومات التي قد تشير إلى ضعفها مع الغرب، لعدم خلق انطباع بأن أوكرانيا تخسر، مما قد يدفع الشركاء الغربيين لإبطاء عملية إمدادات الأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل هذه "الثغرات في المعلومات"، قد تجعل من الصعب على إدارة بايدن اتخاذ قرارات بشأن كيفية إرسال المساعدة العسكرية إلى أوكرانيا وكميتها.
لكن على الرغم من تدفق كل هذه الأخبار، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية لديها معلومات "بسيطة جدا" حول عمليات أوكرانيا الميدانية، ولكنها في الوقت نفسه تمتلك صورة أفضل بكثير عن عمليات الجيش الروسي ونجاحاته.
غالبا ما تحجب الحكومات المعلومات عن الجمهور من أجل الحفاظ على مستوى معين من الثقة، لكن هذه الثغرات في المعلومات موجودة بين الحكومتين الأوكرانية والأمريكية، وذلك ما قد يجعل من الصعب على إدارة بايدن اتخاذ قرار بشأن كيفية "انتقاء المساعدات العسكرية"، لأنها ترسل أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الحكومة الأوكرانية لم تقدم لهم سوى القليل من الإحاطات السرية أو التفاصيل حول خططهم التشغيلية، وأقر مسؤولون أوكرانيون بأنهم لم يخبروا الأمريكيين بكل شيء، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بالطبع، تجمع أجهزة الاستخبارات الأمريكية معلومات عن كل دولة تقريبا، بما في ذلك أوكرانيا. لكن وكالات التجسس الأمريكية بشكل عام، تركز جهودها على الحكومات المعادية، مثل روسيا، وليس الأصدقاء الحاليين مثل أوكرانيا. وبينما كانت روسيا أولوية قصوى للجواسيس الأمريكيين لمدة 75 عاما، لكن عندما يتعلق الأمر بالأوكرانيين، عملت الولايات المتحدة مؤخرا على بناء جهاز استخباراتهم، وليس التجسس على حكومتهم".
وقالت بيث سانر، وهي مسؤولة استخباراتية كبيرة سابقة، للصحيفة: "ماذا نملك فعليا من المعلومات حول ما تقوم به أوكرانيا؟ هل يمكننا العثور على الشخص الذي سوف يقول لنا بكل ثقة كم عدد القوات التي فقدتها أوكرانيا؟ كم قطعة من المعدات قد فقدت أوكرانيا؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "حتى في المحادثات رفيعة المستوى مع الجنرال مارك مايلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أو لويد أوستن، وزير الدفاع، يشارك المسؤولون الأوكرانيون أهدافهم الاستراتيجية فقط، وليس خططهم التشغيلية التفصيلية. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن السرية الأوكرانية أجبرت مسؤولي الجيش والمخابرات الأمريكيين على محاولة معرفة ما في وسعهم من دول أخرى تعمل في أوكرانيا بالإضافة إلى تعليقات زيلينسكي العلنية".
تابع المقال: "قال مسؤول أوكراني يريد أن يقدم صورة قوية إلى حد ما أمام الجمهور والشركاء الغربيين على حد سواء، إن الحكومة الأوكرانية لا تريد تبادل المعلومات التي يمكن أن تشير إلى ضعف العزم الأوكراني، أو إعطاء الانطباع بأنهم سيهزمون. لا يريد المسؤولون الأوكرانيون تقديم معلومات قد تشجع الولايات المتحدة وشركائها الغربيين الآخرين على إبطاء تدفق الأسلحة".
وقال الدكتور مارك بيدل من جامعة كولومبيا: "إن هناك أسبابا وجيهة لعدم حديث أوكرانيا بصراحة عن قواتها أو استراتيجيتها العسكرية، لست متأكدا من أنه من مصلحة الجمهور الأمريكي أو الأوكراني أن يكون الأوكرانيون صريحين بشأن خسائرهم لأن ذلك يعزز قوة صورة الجيش الروسي، لكن في نفس الوقت هذا يعني أننا لا نعرف حقا جانبي القصة".
يذكر أنه في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي، أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تم تدمير من الجانب الأوكراني:192 طائرة، و130طائرة هليكوبتر، و1150 طائرة دون طيار، و335 نظاما صاروخيا مضادا للطائرات، و3459 دبابة ومركبات قتالية مدرعة، و489 منصة إطلاق صواريخ، و1822 مدفعية ميدانية ومدافع هاون، و3488مركبة عسكرية خاصة.