السباق الذي شهد منافسات قوية وندية عالية بين المتسابقين على المراكز الأولى، واكبته أجواء من حماس الجمهور الذي كان يحبس الأنفاس في كل شوط ليطلق بنهايته زفيراً طويلاً وهو يصفّق ويهتف عالياً للفائز.
وأفادت مراسلة وكالة "سبوتنيك" في اللاذقية أن هذا السباق يعد الأول لهذا الموسم على أرض ميدان سباق مدينة الأسد الرياضية، وتعتبر المشاركة بالخيول فيه الأوسع من نوعها حيث بلغ عددها 78 جواداً من أغلب "اصطبلات الخيل"، موزّعين على ثمانية أشواط من مختلف المحافظات السورية لمسافات متعددة 1000- 1400- 1600- 1800 متراً، تختلف وفقاً للأشواط المحددة بأعمار الخيول ودرجاتها.
مدير الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة المهندس محمد الوادي قال في تصريح لـ"سبوتنيك": "رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا بفعل تداعيات العقوبات والحصار الجائر، لا تزال سباقات الفروسية مستمرة بدعم كبير من الجهات المعنية كافة وباهتمام من جميع مربي الخيول العربية الأصيلة".
الخيول العربية السورية تهب دماءها النقية إلى أقرانها في 80 دولة حول العالم
© Sputnik . monzer saeed
وأضاف الوادي: تعد المشاركة بالخيول في هذا السباق، الأكبر من ناحية العدد حتى تاريخه في الموسم الحالي، حيث بلغ عددها 78 جواداً، منوهاً بأجواء المنافسة القوية بين المشاركين، والتي عزاها الوادي إلى الإعداد الجيد من المربّين ومدربيّ الخيول والفرسان.
وحسب الوادي، يعد سباق الخيول العربية الأصيلة من الفعاليات الرياضية المميزة، التي ينتظرها عدد كبير من المشجعين، ويضيف: ظاهرة إيجابية ينتج عنها الكثير من الفوائد للمربين والمنتجين المشاركين، أهمها إبراز و اختيار النخبة المميزة والنوعية الجيدة و القوية من الخيول العربية الأصيلة استعداداً لتأهيلها وتسويقها دولياً، ناهيك عن الاستفادة منها في برامج التربية للتحسين الوراثي للخيول، ما يرفع ويطور مستوى الخيول العربية الأصيلة في سوريا.
الخيول العربية السورية تهب دماءها النقية إلى أقرانها في 80 دولة حول العالم
© Sputnik . monzer saeed
وتابع: نفخر بالجواد الأصيل، وواجبنا الوطني يحتّم علينا المحافظة على خيولنا السورية الأصيلة صافية بدون تهجين حتى تكون بالمستقبل مستودع دم نقي دائماً لتحسين بعض الخيول العربية الأصيلة المنتشرة في أكثر من 80 دولة حول العالم، والتي تغيّرت عليها البيئة وطرق التربية والتغذية وأصبحت إلى حد ما بحاجة كل فترة لرفدها بدماء نقية من المصدر الأصلي حتى تعود إليها صفاتها التي فقدتها بفعل تغير البيئة و طرق التربية.
الخيول السورية تستعيد ذكرياتها
ووسط التصفيق الحاد وهتافات التشجيع التي ملأت سماء مدينة الأسد الرياضية، تم تتويج المتسابقين الفائزين بالمراكز الأولى في الأشواط الثمانية.
ونوّه عدد من المتسابقين لـ "سبوتنيك" بأجواء المنافسة التي سادت وسط حماس الجمهور وتفاعله، معربين عن سعادتهم بعودة مدينة الأسد الرياضية لاستقبال الأنشطة الرياضية وعودة الحياة إلى مضمار سباقات الخيل الذي كان قبل الحرب مسرحاً لعشرات السباقات على مدار السنوات.
الخيول العربية السورية تهب دماءها النقية إلى أقرانها في 80 دولة حول العالم
© Sputnik . monzer saeed
وأعرب المشاركون عن أملهم أن تكون سباقات الخيول مفتاح لعودة المدينة الرياضية بقوة لتكون قبلة السباقات الدورية كما كانت دائماً منذ عام 1987، حينما تم تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط العاشرة.
واحتضنت مدينة الأسد الرياضية سباق الخيول العربية الأصيلة للعام الثاني على التوالي، وذلك بعد توقف استمر 11 سنوات احتضنت خلالها المدينة الرياضية آلاف السوريين الذين هجرهم الإرهاب من منازلهم في المحافظات الأخرى، قبل أن يعاد تأهيل المدينة بالتعاون بين الاتحاد الرياضي العام ومحافظة اللاذقية، بعد أن غادرها المهجرون الوافدون من المحافظات الأخرى.
الخيول العربية السورية تهب دماءها النقية إلى أقرانها في 80 دولة حول العالم
© Sputnik . monzer saeed
وتبلع مساحة مضمار سباق الخيل الداخلية نحو 90 دونماً، وشملت إعادة تأهيل كامل المنصة التي تتسع لنحو 1700 متفرج باستخدام الحجر الرملي والحجر الطبيعي وأسقف مقاومة للرطوبة على اعتبار أن المدينة محاذية للبحر مباشرة، إضافة إلى إعادة تأهيل كامل المرافق الإدارية تحت المنصة وإنشاء 17 "بوكساً" للخيول قبل دخولها السباق مع إعادة تأهيل نقاط البداية الموجودة في نادي الفروسية والمضمار نفسه.