جاء ذلك في مؤتمر صحفي يومي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، أمس الجمعة، بالتزامن مع الذكرى الـ23 لنهاية قصف "الناتو" ليوغوسلافيا، الذي استمر 78 يوما.
وأضاف تشاو لي جيان، أن "الناتو يجب أن يتعلم دروسه وألا يخلق اضطرابات وانقسامات جديدة حول العالم".
وجاء رد المتحدث باسم الخارجية الصينية، بعد أن طرح في المؤتمر الصحفي اليومي للوزارة سؤالا يتعلق بـ3 آلاف ضحية لقنابل اليورانيوم المنضب، والذي على إثره تم تكليف فريق دولي من المحامين برفع دعوى قضائية ضد "الناتو" بشأن التأثير السيئ لقنابل اليورانيوم المنضب، التي يبلغ وزنها 15 طنا وأسقطها حلف شمال الأطلسي، ومع ذلك زعم "الناتو" أن لديه حصانة.
وقبل 23 عاما، وتحديدا في 24 مارس/ آذار، شن "الناتو" بقيادة أمريكا قصفا مستمرا لمدة 78 يوما ضد يوغوسلافيا، دون موافقة مجلس الأمن الدولي.
وأشار لي جيان إلى أنه "خلال هذه الفترة، ألقى "الناتو" ما يقرب من 420 ألف قنبلة بإجمالي 22 ألف طن، بما في ذلك 15 طنا من قنابل اليورانيوم المنضب، والتي قتلت بشكل مباشر أكثر من 2500 شخص، بينهم 79 طفلا، وتسببت في أكثر من مليون لاجئ.
وتابع أن "الخبراء المختصين لفتوا إلى أن قنابل اليورانيوم المنضب لها فترة حضانة طويلة للأضرار التي تلحق بجسم الإنسان، كما أنها تسبب آثارا طويلة المدى على البيئة والسلسلة الغذائية".
وواصل: "للأسف أن الموت والمعاناة التي جلبتها الحرب إلى المنطقة المحلية مستمرة حتى يومنا هذا، وتتواصل من جيل إلى جيل".
وبين المتحدث باسم الخارجية الصينية أنه "في العقد الذي أعقب القصف، أصيب حوالي 30 ألف شخص في صربيا بالسرطان، وتوفي أكثر من 10 آلاف منهم، وفقا لمعهد الصحة العامة في بلغراد، واعتبارا من نهاية عام 2019، وصل عدد مرضى السرطان المسجلين في صربيا إلى 97 ألف".
وذكر تشاو لي جيان في كلمته بالمؤتمر الصحفي، أمس الجمعة، أن "دراسة أجراها مركز الطوارئ الصربي أظهرت أن الأطفال الذين ولدوا في البلاد بعد عام 1999 يعانون من أورام قشرية متعددة في سن 1 إلى 5 سنوات، وأمراض الدم الخبيثة في سن 5 إلى 9 سنوات، ومعدلات أورام المخ ترتفع بشكل حاد بين سن 9 و18 عاما، بالإضافة إلى ذلك، حتى مايو/ أيار 2019، توفي 366 جنديا إيطاليا شاركوا في العمليات العسكرية للناتو بسبب السرطان، وعانى 7500 من المرض".
وواصل: "ورغم ذلك، فإن أمريكا التي أرسلت طائرات عسكرية أمريكية لإسقاط اليورانيوم المنضب على صربيا، كانت أيضا المخترع والمستخدم الوحيد لقنابل اليورانيوم المنضب، لكنها تنفي حتى الآن أن تكون قنابل اليورانيوم المنضب هي السبب المباشر لمتلازمة حرب الخليج ومتلازمة حرب كوسوفو".
وتابع: أنه "خلال حرب الخليج، ألقت أمريكا المزيد من قنابل اليورانيوم المنضب في العراق، وحاول الناتو أيضا الهروب من ذنبه بما يسمى بـ "الحصانة"، وهذا النهج من جانب أمريكا وحلف شمال الأطلسي صادم، ولن يوافق الشعب الصربي على ذلك، ولن تسعى شعوب العالم إلى تحقيق العدالة.