وقال في مقابلة مع "سبوتنيك"، إن "البلاد تعيش الآن في مرحلة عنق الزجاجة ولم تصل بعد إلى مرحلة الموت السريري وهي المرحلة التي لا يمكن بعدها إعادة الأوضاع إلى طريق السلامة، ووجب على الجميع العمل لإيجاد صيغة توافقية لإنقاذ السودان، ربما يكون الوضع في البلاد أسوأ من الوصف السابق، لكن بكل الأحوال لا يزال هناك فرصة للإنقاذ".
وأشار كردي إلى أن وصف الحالة الراهنة بـ"عنق الزجاجة" لأن ما بعد ذلك هو الأسوأ، والسودان لم يصل إلى مرحلة الموت السريري، لكن وصف عنق الزجاجة تعني أن السودان يحتاج إلى إنعاش سياسي، وهو الإنعاش الذي لا يمكن أن نصل إليه إلا إذا كان هناك وفاق سياسي بين الأطراف التي تمثل الثورة الحية، مثل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، والأهم من ذلك القوى الحديثة التي يمثلها لجان المقاومة بما تمثله من ثقل شعبي كبير جدا وسيطرة على الشارع.
وتابع رئيس تجمع السودانيين، أن أهمية لجان المقاومة تكمن في عناصرها، حيث تمثل فئة الشباب الذين يمثلون أكثر من 75 في المئة من تعداد السكان، وهذه الفئة هي الأقوى والأكثر ديناميكية وحيوية سياسية.
وشدد كردي على أنه من دون الوفاق، ستظل السودان تدور في حلقة من الفراغ السياسي والدستوري والأمني والإداري، هذا الفراغ قد يقود البلاد في النهاية إلى كارثة بكل المقاييس.
وأطلقت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط إفريقيا للتنمية (إيغاد) الأسبوع الماضي حوارا في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية التي تفاقمت في السودان على خلفية أحداث تشرين الأول/أكتوبر 2021. وكان من المقرر عقد الجولة الثانية من المحادثات الأحد الماضي.
ونقلت "فرانس برس" عن المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في السودان فادي القاضي، أن المنظمات الدولية الثلاث قررت "تأجيل جلسة الحوار إلى الأحد على ضوء التطورات الأخيرة" لكن الحوار تم تجميده إلى أجل غير مسمى، مضيفا "ليس لدي موعد محدد لاستئناف جلسات الحوار".
وكان تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان قد أعلن رفضه "المشاركة في الحوار الذي تسيره الآلية الثلاثية بسبب أنه لا يتضمن إسقاط الانقلاب" قبل أن تتناول وسائل الإعلام أخبارا حول لقاء جمعها مع العسكر برعاية أمريكية سعودية.
وقال عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير وجدي صالح، إن "النهج الذي اتخذته الآلية أشرك القوى المؤيدة للانقلاب في الحوار وهو ما يرفضه التحالف"، مضيفا أن "مشهد اليوم مثير للسخرية وأظهر الانقلابيين وهم يحاورون بعضهم".
وتتمحور مبادرة الآلية الثلاثية حول تهيئة الأوضاع من أجل الحوار لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد عبر ترتيبات دستورية وتحديد معايير لاختيار رئيس الحكومة والوزراء ووضع خارطة طريق لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة.