رئيس وزراء أفريقيا الوسطى: نشكر روسيا على تعاونها معنا في مجال الأمن

أعرب رئيس وزراء جمهورية أفريقيا الوسطى فيليكس مولوا عن امتنان بلاده لتعاون روسيا معها في مجال الأمن، مؤكدًا أن بلاده تتعرض لضغوط دولية بسبب العلاقة القوية التي تجمعها مع روسيا.
Sputnik
سانت بطرسبورغ- سبوتنيك. وقال مولوا، في حديث لوكالة "سبوتنيك" على هامش مشاركته في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، في معرض إجابته على سؤال عما يتوقعه من هذا المنتدى في وقت تتعرض فيه روسيا لعقوبات اقتصادية من دول غربية: "قبل كل شيء، أود أن أتقدم بخالص الشكر، نيابة عن رئيس الدولة فوستين أرشانج تواديرا، للرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين، وحكومة وشعب روسيا على الحفاوة التي وجدتها وكذلك الوفد المرافق لي".

وأضاف: "يجب أن أوجه الشكر لروسيا، لأنه لولا التعاون معها في المجال الأمني لظل بلدنا في حالة من انعدام الأمن بشكل تام، فقد استجابت روسيا على الفور لنداء رئيس الدولة (أفريقيا الوسطى)، واليوم يتحسن الوضع، لذلك من المهم بالنسبة لنا - وهذا ما يأمله رئيس الدولة - أن نتحرك نحو التنمية وبالتالي تسوية القضية الأمنية وتعزيزها والمضي قدمًا نحو التنمية، لأن السكان يتوقعون تحسن ظروفهم المعيشية، لذلك سنتبادل بالتأكيد النقاش مع سلطات روسيا الاتحادية بشأن عدة قضايا في العديد من المجالات مثل نقل التكنولوجيا والمواصلات".

وتابع مولوا: "كما تعلمون، يمر العالم حاليا بفترة صعبة للغاية صاحبتها أزمات متعددة، أعتقد أنه من المهم البحث عن فرص أخرى وتحقيق التآزر بين الدول لمواجهة تلك الصعوبات. إن وجود جمهورية أفريقيا الوسطى هنا في هذا المنتدى هو لمعرفة ما هي احتمالات تعزيز التعاون، ليس فقط مع روسيا ولكن أيضًا مع جميع البلدان الأخرى المشاركة بالمنتدى".
وأردف مولوا: "تتعرض دولة أفريقيا الوسطى، مثل روسيا، للعقوبات، وأقول نحن لا نستفيد من الدعم الخاص بالميزانيات، فنحن في طور الاختناق، لذا يجب علينا الاستفادة من هذا المنتدى لتبادل الرؤى وخلق فرص أخرى للتآزر من أجل المستقبل. وهذا هو الاهتمام الذي توليه أفريقيا الوسطى لهذا المنتدى، وأود أن أهنئ كل أولئك الذين نظموا هذا الحدث بمثل تلك الجودة التي يمكن ملاحظتها حقًا".
جمهورية أفريقيا الوسطى تتوقع زيارة ممثلي "روس جيولوجي"
وأوضح مولوا "نحن بحاجة إلى جذب المستثمرين الروس وغيرهم من المشاركين بالمنتدى، وأولئك الذين يولون اهتماما ببلدنا حتى نتمكن من تطوير التعاون وتحقيق مكاسب للطرفين. يجب أن نجد حلا اليوم لمشكلة الطاقة التي، كما تعلمين، أصبحت هامة في الوقت الحالي وفي قلب جميع المشاكل التي نشهدها، ويجب علينا أيضًا التحرك نحو التصنيع، وبالتالي القضايا المتعلقة بالطاقة، كما يجب أن نتوجه صوب تنمية القطاعات الإنتاجية، ولا سيما تربية الماشية والزراعة، والتي تمثل بالنسبة لنا أداة هامة للتنمية وهو ما يساهم في خلق فرص عمل".
وبخصوص الأزمات ذات الطابع الاقتصادي في جمهورية أفريقيا الوسطى وما إذا كانت قد جرت مناقشتها مع الجانب الروسي خلال مؤتمر سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، قال مولوا "سنناقش هذه القضايا بالتأكيد، وسنجري مباحثات مع السلطات الروسية حول آفاق تعزيز التعاون.
وفي الواقع، فإن العالم بأسره يواجه أزمات متعددة، مثل الصحة وتغير المناخ مجددًا، أما نحن فنشهد النزاعات المسلحة وهناك الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي يظهر تأثيرها اليوم"، مشيرًا إلى أن "كل المناقشات ستتناول سبل التعاون وتحقيق ربح لكلا الجانبين، والاستفادة من ثرواتنا، ومن قدراتنا لمصلحة السكان".

وتابع: "ندرك أن روسيا الاتحادية تتمتع بالتجارب والخبرات والقدرات اللازمة التي تسمح لنا باستغلال ثرواتنا ومن إقرار السلام، وبالتالي فإن روسيا ستساعدنا على تحسين الظروف الأمنية، ولكن ليس ذلك فحسب، فنحن بحاجة إلى تحقيق مكاسب، فالعائد الديموغرافي هو ما يُمكن تقديمه للشباب، وما نريد أن نفعله من أجل حمايتهم من التلاعب بهم في أي اتجاه. وهذه هي القضايا الحقيقية التي يجب مناقشتها مع الجانب الروسي، ونحن مقتنعون بأن هذا المنتدى هو سبيلنا للخروج، حيث تشارك به أيضا دول أخرى تجد نفسها في ذات الوضع وتبحث عن طرق ووسائل أخرى لتقديم حلول لشعوبها".

وحول ما إذا كانت العلاقة القوية بين روسيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والوضع الجيوسياسي الحالي قد أثرا على سياسة تنويع شراكة جمهورية أفريقيا الوسطى وسط الضغوط الغربية، أكد مولوا أن "سياسة الحكومة وسياسة رئيس الدولة تعملان على الانفتاح على جميع شركائنا، وفي هذا الصدد، فإن الرئيس وجه نداءً إلى جميع الشركاء وجميع الدول".
وأضاف: "للأسف، أكرر أن ما نلاحظه هو أنه تم إدخال الجغرافيا السياسية في جميع المؤسسات، حتى المؤسسات الدولية، وهذا هو حال جمهورية أفريقيا الوسطى التي كانت تتمتع بعلاقات وثيقة جدًا مع صندوق النقد الدولي، لكنها للأسف لم تجن ثمار جهودها المبذولة، وكان لدينا سلسلة من المناقشات مع صندوق النقد والتي حققت نجاحًا كبيرًا، ولكننا واجهنا حربًا فرضتها علينا الجماعات المسلحة فضلا عن حدوث تغييرات في الميزانية".
وأوضح مولوا: "قدم لنا صندوق النقد برنامجًا مرجعيًا ونفذناه بنجاح ولا نزال، وللأسف تدخلت الجغرافيا السياسية في نهاية هذا البرنامج بسبب الملف الروسي ومن ثم مورست علينا كافة الضغوط لخنقنا ماديًا وإلهائنا بالجماعات المسلحة الموجودة على الحدود. ولهذا السبب تتناول المناقشات مع الاتحاد الروسي السيطرة على الوضع الأمني حتى تسنح لنا الفرصة لحشد الموارد للقيام بعملية التنمية، وتحسين الظروف المعيشية. وهذا هو حجم الضغوطات التي نتعرض لها بالفعل على جميع المستويات".
وزير الصناعة الجزائري لـ"سبوتنيك": نسعى لجذب رجال الأعمال الروس وتسويق منتجاتنا
وفيما يتعلق بالإعلان عن إدخال تدريس اللغة الروسية في جامعة بانغي، أوضح مولوا "لقد تعلمت اللغة الروسية في المدرسة الثانوية، وكذلك خلال الجامعة. لقد كانت اللغة الثانية في ذلك الوقت. وكان هناك مدرسون روس لتعليم الرياضيات بالجامعات. في ذلك الوقت، كان هناك العديد من الأساتذة الروس، وكان ذلك قبل رحيل الروس من البلاد". (بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي وتراجع التعاون الثقافي الثنائي).
في سياق متصل، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه رئيس وزراء جمهورية أفريقيا الوسطى فيليكس مولوا على هامش منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أمس الخميس، بأن زيارة وفد جمهورية أفريقيا الوسطى إلى المنتدى ستعطي الفرصة لتعميق المناقشات حول مواصلة تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
وقال لافروف: " ممتنون لحضوركم المنتدى؛ وهذا بالطبع، سيعطي لنا الفرصة لمواصلة بل وتعميق المناقشات التي تجري حول استمرار تطوير علاقاتنا التجارية والاقتصادية والاستثمارية".
وأشار لافروف إلى أن روسيا حاولت عن طريق وزارة الخارجية، أن تأخذ بعين الاعتبار جميع الرغبات التي أعرب وفد جمهورية أفريقيا الوسطى عنها فيما يخص زيارته إلى سانت بطرسبورغ ، معربا عن أمله في أن تكون الاجتماعات المتفق عليها مفيدة.
وأضاف الوزير لافروف "أنه بشكل عام، تتطور علاقاتنا في اتجاه تصاعدي ، فهي علاقات ود وشراكة ، وفقًا للاتفاقات التي توصل إليها الرئيس (فلاديمير) بوتين والرئيس (فاوستين أرشانج) تواديرا".
ويعقد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي يحتفل هذا العام باليوبيل الخامس والعشرين له في مدينة سانت بطرسبورغ في الفترة ما بين 15 إلى 18 حزيران/يونيو. وتشارك وكالة الأنباء "روسيا سيغودنيا" الدولية الروسية في هذا المنتدى باعتبارها شريكاً إعلامياً.
مناقشة