القاهرة- سبوتنيك. نقلت شبكة "تشاد إنفو" عن بيان نشرته الحركات السياسية والعسكرية، وحلفاؤها المعارضون، اليوم السبت، أنهم هددوا بتعليق مشاركتهم في المحادثات التي تجرى في العاصمة القطرية، الدوحة "بسبب المضايقات وحملات الترهيب التي ينفذها ضدهم الوفد الحكومي".
وجاءت هذه الاحتجاجات، في ظل سعي القوى السياسية المختلفة إلى التوصل لاتفاق سلام قبل انطلاق الحوار الوطني الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة.
وأوضحت الحركات، التي تضم جماعات مسلحة متمردة وسياسية، أنها تريد أن تلفت انتباه الرأي العام إلى "تصرفات" أفراد الوفد الحكومي، الذين يتواطؤون مع عملاء استفزازين "بهدف عرقلة المفاوضات من خلال أعمال مضايقات وترهيب واستفزازات ومحاولات الهجمات بهدف إحداث اشتباكات جسدية".
وقالت إن "الافتراءات وشراء الضمائر والفساد انتهى بها الأمر إلى خلق مناخ ضار غير مناسب لمواصلة المفاوضات بهدوء".
وأشارت المجموعات السياسية الموقعة للبيان إلى أنه رغم تأكيدها رغبتها للتوصل إلى اتفاق سلام، فإنها "تشجب بشدة هذه المناورات"، وتعرب عن استيائها "من الاضطرابات والتلاعبات التي تؤثر سلبا على تقدم المفاوضات"، لافتة إلى أنها تحتفظ بالحق في تعليق مشاركتها في المحادثات في حال استمرار مثل هذه الإجراءات.
وفي بداية أيار/مايو الماضي، دعت قطر المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في تشاد إلى تأجيل الحوار الوطني الشامل المزمع عقده في 10 أيار/مايو بالعاصمة التشادية أنجمينا، من أجل إعطاء فرصة لأطراف المفاوضات الجارية في الدوحة بين سلطات البلاد الانتقالية وجماعات سياسية ومسلحة للتوصل إلى اتفاق.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان وقتذاك: "تعلن دولة قطر، باعتبارها وسيطاً في مفاوضات السلام التشادية الجارية في الدوحة، أن المفاوضات، التي انطلقت في الدوحة في الثالث عشر من آذار/مارس الماضي، تسير بخطى جيدة، وتحرز تقدماً ملموساً".
وأضافت: "تدعو وزارة الخارجية في هذا السياق المجلس العسكري الانتقالي بجمهورية تشاد إلى تأجيل الحوار الوطني الشامل، المزمع عقده في العاصمة أنجمينا في العاشر من أيار/مايو الجاري".
وتابعت: "توضّح الوزارة أن الدعوة إلى التأجيل تأتي بناءً على المعطيات الجارية في مفاوضات الدوحة، وذلك لمنح الأطراف المشاركة فيها المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق سلام تمهيداً لانعقاد الحوار الوطني الشامل في أنجمينا".
وكان المجلس العسكري الانتقالي في تشاد قد أعلن، في 9 آذار/مارس الماضي تشكيل لجنة للتفاوض مع ممثلي جماعات سياسية وعسكرية في البلاد، حيث ستشهد قطر انعقاد تلك المحادثات.
وجاء في بيان صادر عن المجلس العسكري الانتقالي، "تم إنشاء لجنة خاصة للتفاوض مع السياسيين العسكريين وهي مكلفة بإجراء محادثات مع ممثلي السياسيين والعسكريين في الدوحة، قطر، حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي".
وكانت الحكومة التشادية قد وقعت على مرسوم يقضي بتشكيل المجلس الوطني الانتقالي وبدء مهامه الثلاثاء 5 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك بعد أيام من الإعلان عن أسماء أعضاء المجلس.
وفي 21 آب/أغسطس الماضي، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي إتنو، رسمياً تعيين أعضاء اللجنة الفنية المكلفة بالحوار مع الحركات السياسية العسكرية ضمن الحوار الوطني الشامل، برئاسة الرئيس الأسبق، كوكوني عويدي.
وشدد ديبي على أن الحوار الوطني الذي يتعين على المجلس العسكري إجراؤه لن يكون وطنياً أو شاملاً إلا بمشاركة جميع مكونات الأمة، موضحاً، أنه "ولهذا السبب فإن إخواننا السياسيين والعسكريين مدعوون إلى طاولة مفاوضات صريحة وأخوية ومباشرة".
وقُتل رئيس تشاد السابق، إدريس ديبي، خلال معارك دارت بين الجيش ومتمردين في أبريل/نيسان الماضي، وتولى نجله، محمد إدريس ديبي سلطة المجلس العسكري خلفاً له.
وتقرر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد خلال فترة زمنية مدتها 18 شهراً منذ تولي المجلس العسكري السلطة في البلاد.