تعي دول أوروبا مخاطر فرض عقوبات اقتصادية ضد روسيا، لكن هناك تحالفات واتفاقات استراتيجية بين هذه الدول، فهي كانت تعتقد أن حليفتها الولايات المتحدة، باعتبارها صاحبة اقتصاد قوي، سوف تساعدها في تدارك الأزمة، إلا أن الأزمة تطورت بشكل سريع، بات معها من الصعب تعويض الطاقة الروسية، كذلك هناك العديد من المشاكل أضيفت إلى موضوع الطاقة، منها نقص الغذاء والمعادن وغيرها الكثير، حيث كان الاعتقاد السائد أن العقوبات ستتسبب بنقص الطاقة فقط، ونسوا باقي الأزمات التي ظهرت تباعاً، الأمر الذي تسبب في امتعاض بعض الدول الأوروبية، خاصة وأن روسيا دخلت أوكرانيا بصورة مدروسة، من حيث قانونية العملية العسكرية ومن حيث اختيار الوقت الملائم الذي تعيش فيه الدول الأوروبية أزمة اقتصادية، الأمر الذي أثرت فيه الأزمة الأوكرانية على اقتصاديات هذه الدول، وسط عجز الولايات المتحدة على سد احتياجات القارة العجوز.
تحاول الدول الأوروبية جعل روسيا هي المتسببة بأزمة الغذاء العالمية، رغم أن هذه الأزمة لاحت في الأفق منذ العام 2018، وارتفاع الأسعار بدأ في العام 2020، بعدها استمر تفاقم الارتفاع في الأسعار، لكن الأزمة الأوكرانية عجلت من موضوع أزمة الغذاء والتي هي بالأصل كانت موجودة، حيث عدد سكان العالم بازدياد مضطرد، في ظل عدم كفاية الموارد الغذائية، فقد حذر مؤتمر باريس في العام 2015 من مسألة التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي، لذا تسعى أوروبا أن تنأى بنفسها عن المشكلة لتتهم روسيا بالتسبب بالأزمة، وتحاول الدول الأوروبية اليوم إعادة النظر بسياساتها لتنسجم والتغيير القادم المتمثل بصعود قطب عالمي جديد، إذ أن حساباتهم كانت خاطئة حينما اعتقدوا أن روسيا ضعيفة اقتصاديا.