وكشفت الوكالة الدولية، في تقرير لها، أن "إيران كانت مستعدة لتخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي المتطورة"، مضيفة أن إيران أبلغت الوكالة أنها بدأت بتغيير مستوى التخصيب منذ يوم أمس الأحد، حسب وكالة رويترز.
وتابعت: "لم نتلق توضيحات من إيران عما إذا كانت تحضيراتها تمهد لتخصيب اليورانيوم بنسب بين 5% و 20%"، مؤكدة أن الوكالة الدولية "تنتظر من إيران توضيحات بشأن مستويات التخصيب التي تعتزم القيام بها".
ودعت إيران، في وقت سابق اليوم، الولايات المتحدة الأمريكية إلى العودة للاتفاق النووي، معلنة أنها مستعدة للتوقيع عليه إذا ما أرادت واشنطن ذلك.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، وفق ما نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
واتهم خطيب زاده إدارة بايدن بممارسة "سياسة مزدوجة تجاه طهران"، مضيفا أنها "تستمر في فرض سياسة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب الفاشلة وهذا دليل واضح على كيل واشنطن بمكيالين عندما تتعاطى مع الاتفاق النووي".
وتعليقا على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي تحدث عن قرب التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا وضرورة استئناف هذه المفاوضات بسرعة، قال خطيب زاده: "سياسة الازدواجية الأمريكية واضحة للعيان، بعض المسؤولين الأمريكيين يريدون تصحيح أخطاء إدارة ترامب لكنهم يمارسون سياسات إدارة ترامب في التهرب والتنصل من القانون والشرعية".
واعتبر المتحدث أن إدارة بايدن "زرعت نواة عدم الثقة تجاهها في المجتمع الدولي"، متابعا: "لذلك يجب علينا أن نحافظ على مصالح وحقوق الشعب الإيراني".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن حكومة بلاده "بذلت جهودا كبيرة للتوقيع على الاتفاق النووي وإحيائه وقررت التوصل لاتفاق جيد لكن أمريكا خذلت المساعي".
والجمعة الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده لن تبتعد عن مسار المفاوضات المؤدي إلى نتيجة.
وأضاف عبد اللهيان في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر": "ملتزمون بقانون البرلمان، وسنواصل التفاوض، وندعو أمريكا إلى التحلي بالواقعية والابتعاد عن جنون العقوبات الجديدة".
وتابع: "وندعو الوكالة الدولية إلى التصرف الفني وتجنب الإجراءات السياسية. لا شك في أننا سنبطل أثر العقوبات".
وتبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا قرارا بشأن "تعاون إيران غير الكافي" مع المنظمة الدولية، مشيرا إلى أن طهران لم تقدم إيضاحات كافية بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع غير معلن عنها.
وتأتي التطورات في وقت يهيمن فيه الجمود على المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
واستضافت فيينا محادثات مكثفة لإحياء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا)، والذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي في مايو/أيار 2018.
وأعادت واشنطن إثر انسحابها من الاتفاق فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.