مزارع المشمش الكثيرة في الغوطة والتي سبق وأن تعرضت أشجارها للحرق والتحطيب خلال الحرب عادت لتنمو وتنتج الثمار من جديد بعد جهود مضنية بذلها المزارعون والأهالي، الذين أعادوا تشجيرها مع أبنائهم ليعود الغطاء النباتي إلى سابق عهده رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهتهم، لاسيما أزمة الوقود والأسمدة التي تعاني منها سوريا منذ سنوات بسبب الحصار الغربي، فضلاً عن سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي وميليشيا "قسد" على أهم وأغزر حقول وآبار الغاز في منطقة الجزيرة السورية منذ عام 2017.
بعد عودة الأهالي بدأ الإنتاج بالتحسن
وأردف جاويش: "بعد عودة الأمن والأمان إلى منطقة الغوطة الشرقية قام المزارعون بإعادة تشجير أراضيهم مرة ثانية، إلى جانب رعاية ما تبقى من الأشجار القديمة المتبقية والتي تتراوح أعمارها بين /40-50/ عاماً، ومنذ عام 2014 وبعد عودة الأهالي إلى العمل في مزارعهم بدأ الإنتاج بالتحسن تدريجياً، وتمكنوا من تعويض جزء من خسائرهم الكبيرة التي تكبدوها خلال الحرب".
نحتاج 30 عاماً لتعود مزارع الغوطة
وأشار جاويش إلى أنه "قبل الحرب كان هناك أشجار تنتج نحو 400 كيلوغرام من الفواكه، أما اليوم فالأشجار لازالت في بداية مرحلة الإثمار ولا يتجاوز إنتاج الشجرة الواحدة العشرة كيلوغرامات، وبالتالي تحتاج منطقة الغوطة إلى نحو 30 عام حتى تعود الأشجار لإنتاجها المعهود قبل الحرب".
الزراعة تحتاج العمل إلى جانب الأمل
ولفت جاويش إلى أن "كثيراً من الأشياء في الحياة بحاجة إلى الأمل فيما الزراعة تحتاج إلى العمل، فالفلاح يعمل ليلاً ونهاراً ويتعب حتى يرى الشجرة تعود لتثمر من جديد، وهو يعمل بكامل جهده رغم الصعوبات، وتقوم وزارة الزراعة بدعم الفلاحين من خلال تأمين المحروقات والأسمدة والغراس، ونسعى معها كأهالي ومزارعين لتتعافى الغوطة الشرقية، فمزارعها ومنتزهاتها القريبة من دمشق تعد متنفساً لسكان وزوار مدينة دمشق، فبعد عودة الزراعة إلى هذه المنطقة عدنا إلى أراضينا وعملنا الزراعي والصناعي الذي حقق لنا مردوداً جيداً، ونحن مسرورون بهذا العمل وبتعافي الغوطة وعودتها إلى حياتها الطبيعية".
الحصار والوقود تنغص معيشة الفلاحين
وأضاف: "بعد عودتنا إلى المزرعة بدأنا بتصنيع مادة القمردين من جديد وتصديرها الأسواق الخارجية، بعد تسهيلات من وزارات الصناعة والتجارة وبعد السماح باستيراد المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة ومنها مادة القطر الذي كنا نؤمنها قبل الحرب من معامل في حلب، لكنها ما لبثت أن خرجت عن الخدمة، واضطررنا لاستيراد هذه المادة من الخارج، مما أتاح لنا تصدير مادة القمردين والمواد الغذائية الأخرى كالفواكه المجففة من تين وزبيب وغيرها، ونحاول اليوم تطوير هذه الصناعة لتصبح آلية بالكامل لتخفيف العبء عن اليد العاملة".