وأوضحت "الإسكوا" في تقرير حديث حول "قطار الثورة الصناعية الرابعة" أن الإغلاق المفاجئ للعديد من أماكن العمل نتيجة جائحة كوفيد 19، لم يؤد إلى تسريع اعتماد العمل عن بعد في المنطقة العربية لمواكبة الاتجاهات العالمية في هذا المجال.
وسجل التقرير أن 55 في المئة من الموظفين العرب يعملون في قطاعات تتسم بانخفاض إمكانات العمل عن بعد فيها، مضيفا أن فرص النساء أقل من الرجال في الحصول على خيار العمل عن بعد وعملها مطلوب أساسا في مناصب برتب مبتدئة.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن العمل عن بعد يمكن أن يكون أداة لتعزيز توظيف الإناث، إلا أن فرص النساء للعمل عن بعد أقل من الرجال في المنطقة العربية عكس الاتجاهات العالمية.
وأبرزت "الإسكوا" أن المنطقة العربية لم تنجح في جذب العديد من الوظائف، التي تتطلب مهارات العمل المستقبلية، مثل الحوسبة السحابية وسلاسل الكتل والتعلم الآلي والواقع الافتراضي المعزز، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يفوت الفرصة مرة أخرى على دول المنطقة في إحداث تحول هيكلي ناجح من خلال التمسك بالقطاعات الرئيسية والفرعية التقليدية التي قد يزداد فيها استبدال العمالة، مما يؤدي إلى بطالة هيكلية.
وكشفت أن تفشي جائحة كورونا أضر بالجهود الإقليمية لاستحداث فرص التوظيف، وعرض 39 مليون موظف في المنطقة لخطر فقدان وظائفهم، مشيدة بتجاوب بعض البلدان العربية مع التغيرات في مكان العمل، ووضعها سياسات جديدة لتواكب التغيرات التكنولوجية التي فرضتها جائحة كورونا والثورة الصناعية الرابعة.
ودعا التقرير لوضع استراتيجيات وسياسات للذكاء الاصطناعي من أجل تشجيع استخدام تطبيقاته في القطاعات الحيوية، مع القيام في الوقت نفسه بإعداد المهارات والأطر القانونية اللازمة وضمان احترام مبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الدولية.
وأوصى التقرير بضرورة الاستفادة من الفرص التي أتاحتها الثورة الصناعية الرابعة ومواكبة بقية العالم من خلال التحول نحو المزيد من نشر التكنولوجيا، موضحا أهمية تشجيع الحكومات العربية على توجيه مجموعات المهارات الوطنية من خلال تقليص الفجوات في معلومات سوق العمل واستحداث برامج مناسبة لصقل المهارات او تجديدها أو للتعليم والتدريب التقني والمهني.