وأكد كوسيريف أهمية الوثيقة الختامية التي أعلن فيها قادة الدول الخمس أنه "إذا أرادت مجموعة من الدول الغربية التعامل معنا من خلال التهديدات وخاصة العقوبات الاقتصادية، أي الحظر والقيود على التجارة والتنمية، فهذا هو شأنها. نحن، الدول الخمس، نعلن رسميا أننا نواصل العمل مع بعضنا البعض، بغض النظر عن أي عقوبات من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. العقوبات غير قانونية ويجب أن تظل اختيارا شخصيا لبعض البلدان، دون فرض امتثالها من قبل شخص آخر".
وأكد المقال أنه بالفعل قد بدأت لعبة جديدة على الساحة العالمية، فالبيانات الصاخبة لن تحقق أي شيء. شن الغرب حربا اقتصادية ونفسية على نطاق واسع ضد عضوين في بريكس هما روسيا والصين، وفي مثل هذه الظروف، من الضروري العمل بشكل مختلف، مشيرا إلى أنه من الغباء للغاية تحدي شخص ما لفظيا في الوقت الذي تعاني من ضرر بسببه.
وأشار المقال إلى أن رجال الأعمال من عشرين دولة نامية كانوا حاضرين في الحدث على الهواء مباشرة، كما حضر قادة كبار من 13 دولة أخرى.
لاحظ كوسيريف أن هناك العديد من الأشخاص الذين أرادوا الانضمام إلى بريكس من قبل. لكن الدول الأعضاء ترغب في مثل هذا التحول السريع في الأحداث. ولكن الآن بات من الواضح أن العديد من القادة الذين شاركوا في الحوار هم مرشحون بالفعل للانضمام.
وأضاف كوسيريف: "يقوم الغرب ببناء الجدران بين الدول بعقوباته، مما يعيق تنميتها الاقتصادية. ونحن نفعل العكس تماما، نبني الجسور والطرق، ونقرب الشعوب من بعضها البعض. في حين أن الغرب، بعد أن لعب بالعقوبات، وقع في الفخه الذي نصبه ووجد نفسه وجها لوجه مع كارثة اقتصادية، ونحن لدينا العكس".
وظهرت الكثير من الحقائق والأرقام القوية حول هذا الموضوع في قمة بكين. على سبيل المثال، لا يهم مقدار الناتج المحلي الإجمالي العالمي الذي ينتجه أعضاء بريكس. من المهم أن تكون قد وفرت 50% من النمو الاقتصادي العالمي خلال العام الماضي. أي أنهم هم الذين يحركون أنفسهم والعالم إلى الأمام، ويلعب الغرب دورا معاكسا.
وبلغة الأرقام، تجارة السلع (دون خدمات) من الدول الخمس وحدها وصلت إلى 8.55 تريليون دولار في العام الماضي، أي أنها نمت بنسبة 33.4%. هذا النمو يعتبر قفزة اقتصادية كبيرة. وبشكل عام يظهر بوضوح مكان بؤرة التنمية العالمية، حيث يتم صنع المستقبل المشرق.
وأكد الكاتب أنه بناء على قرارات اجتماعات بكين، فإن مجموعة بريكس أصبحت منصة عالمية لتطوير طرق للانتقال إلى المستقبل. الوثيقة النهائية للاجتماع مليئة بالتفاصيل، وذكرت تطلعات البريكس في العديد من المجالات، في الزراعة والتكنولوجيات الجديدة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية، وهناك آليات جديدة آخذة في الظهور في القطاع المالي، الذي بدأ يتحول إلى بديل للغرب من السنة الأولى من البريكس، أي منذ عام 2006.
ذكرت الوثيقة الختامية مساهمة روسية الكبيرة عندما أعطت الشركاء وخاصة الصين والهند فرصا هائلة من خلال توفير النفط والغاز بأسعار بعيدة جدا عن أسعار سوق الطاقة الهائج في الغرب. أي أنها قدمت للشرق ميزة وقدرة تنافسية هائلة.
في المقابل أكد الصينيون والهنود المختلفون دخولهم إلى قطاع سلاسل البيع بالتجزئة في الأراضي الروسية بشكل ضخم، ليحلوا محل أولئك الذين غادروا لاعتبارات سياسية.
أما بالنسبة للعقوبات، علق الكاتب: "عقوبات؟ عما تتحدث؟ نحن نقوم بعمل جيد، نحن نتحدث عن تسارع حاد في التعاون والنمو ومناقشة المشاريع الجديدة. ويمكنكم أن تفعلوا أي شيء مع عقوباتكم، نحن لسنا مهتمين".
و"بريكس" هي مجموعة من خمسة بلدان: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. (تسمية BRICS تشكلت من الأحرف الأولى لأسماء الدول المذكورة).