حل الكنيست... ما فرص العرب في الانتخابات البرلمانية المقبلة وما إمكانية إعادة توحيدها مجددا؟

بعد حل الكنيست الإسرائيلي، تتجه الأنظار إلى المجتمعات العربية بالداخل، وحظوظ القوائم العربية في البرلمان المقبل، وإمكانية إعادة توحيد القائمتين المشتركة والموحدة.
Sputnik
وصوّت البرلمان الإسرائيلي في القراءتين الثانية والثالثة لصالح حلّ نفسه، وأفاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بأنه قد تمت مراسم نقل صلاحيات رئيس الوزراء الإسرائيلي من نفتالي بينيت، الذي شغل هذا المنصب العام الماضي، إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد.
واستبعد المراقبون إمكانية الوصول لإعادة توحيد القوائم العربية تحت راية واحدة، من أجل خوض انتخابات الكنيست المقبلة، في ظل اختلاف الرؤى والتوجهات لكل منهم.
وسط اتهامات بالفشل... ما مستقبل القائمة الموحدة في انتخابات الكنيست المقبلة؟

تحالف نضالي

استبعد سكرتير عامة القائمة العربية المشتركة، منصور دهامشة، إمكانية الدخول في تحالف واحد، مع القائمة الموحدة في انتخابات الكنيست المقبلة، معتبرًا أن موقف ونهج القائمة الموحدة "التقايضي" الزاحف وراء الحكومات الإسرائيلية وأعوانها، من بينيت لنتنياهو لشاكيت، مرفوض رفضًا باتًا من قبلهم، ولا يمكن إجراء مفاوضات بين الكتلتين، ما دامت "الموحدة" مستمرة في سياستها.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، من المقرر أن تدخل القائمة العربية المشتركة في تحالفات تختلف عن السابق، تحالفات نضالية كفاحية مبنية على أساس برنامج نضالي، الحد الأدنى منه الالتزام بالثوابت الوطنية من النضال بشهامة وكرامة ورأس مرفوع بدون تنازل أو خضوع لإملاءات وشروط الحكومات الإسرائيلية مهما كانت يسارية.
وتابع: "شهدنا خلال العام الماضي حكومة نفتال بينيت التي كانت أكثر يمينية وتطرفًا من سابقتها، فالسياسة التهويدية استمرت على مدار عام كامل، لم تتغير عن نهج حكومة بنيامين نتنياهو أو غيرها قيد أنملة".
وعن مستقبل القوائم العربية في الانتخابات المقبلة، يرى دهامشة أنها لم تضح معالمها بعد، فكل انتخابات تشمل على فرصة، مؤكدًا أن الفرصة سانحة لتغيير السياسات والوجوه، حيث بدأت هذه التغيرات في الظهور بعد استقالة بينيت نفسه، وإعلانه عدم خوض المعترك الانتخابي المقبل، إضافة لتوقعات تغيير الكثير من أعضاء الكنيست.
وبحسب سكرتير القائمة المشتركة، الخريطة السياسية الإسرائيلية متقلبة ومتغيرة بسرعة كبيرة جدًا، ولا يمكن استباق الوقت، حيث تعمل القائمة وتناضل وتكافح من أجل تغيير السياسات لا الأشخاص، معتبرًا أن كل فرصة تحمل إمكانيات جديدة، لا تعتمد فيها القائمة المشتركة على الحكومة اليمينية المتطرفة، بل على نفسها وشعبها الذي يساندها ويدعمها بإخلاص وتفاني.
بعد الإعلان عن حل الكنيست... بينيت يجري مشاورات مكثفة مع وزرائه

تقارب مطلوب

من جانبه قال مازن غنايم، عضو الكنيست الإسرائيلي المنحل عن القائمة الموحدة، إن إعادة توحيد القوائم العربية تحت راية مشتركة واحدة، هو حلم وفي تحققه قوة للعرب، لا سيما في ظل استياء الشارع العربي من هذا الانقسام.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": من أجل إقناع الشارع العربي للنزول والتصويت للعرب في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، يجب أن نمنع هذا الاستياء وأن يكون التصويت لقائمة واحدة مشتركة، تستطيع أن تفرز 12 أو 13 نائبًا عربيًا داخل الكنيست، يمكنهم منع وصول العنصريين في الحكومة المقبلة.
وفيما يخص إمكانية توحيد القائمتين الموحدة والمشتركة، قال إن الوضع سيء، والحاجز بينهما لا يزال مرتفعًا، لا سيما من قبل رؤساء القوائم، لكنه أكد أن الحاجز سياسي، ويمكن التغلب عليه بتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية.
وأوضح أن التحديات كبيرة والضربة القادمة ستكون أقوى، لا سيما في ظل زيادة أعداد اليمين المتطرف الذي يكن كراهية كبيرة للعالم العربي بشكل عام، والعرب داخل إسرائيل بشكل خاص.
وأكد أن منع وصول اليمين المتطرف لسدة الحكم لن تكون إلا عن طريق وصول أكبر عدد من النواب العرب، ولا بد أن يكونوا موحدين تحت راية واحدة، مضيفًا: "الوضع سيء لكننا لن نرفع الراية البيضاء وسنحاول مجددًا إعادة بناء القائمة المشتركة".
حل الكنيست... لماذا فشل بينيت وهل يتولى نتنياهو الحكومة وما موقف القوائم العربية؟

توحد مستبعد

بدوره استبعد محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن تسفر الجهود المبذولة عن توحيد القوائم العربية، لأن هناك فارقًا شاسعًا في المواقف والتوجهات للقوائم التي كانت في الكنيست، وربما هناك قوائم جديدة ستظهر قبيل الانتخابات القادمة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المناكفات والتهكمات والهجوم الشخصي والعام من القائمتين (العربية والمشتركة) على بعضهما البعض أضاع إمكانية توحيد القائمتين كما كان قبل أعوام عدة، وهناك جهود مبذولة ومباركة ولكن في نهاية المطاف، القائمة العربية الموحدة قررت خوض الانتخابات بمفردها، والقائمة المشتركة كما هي.
وتابع: "ننتظر لنرى ما سيحدث عن تركيب القوائم والمقاعد، لأن القضية باتت قضة مقاعد وليست مواقف، وهذا الأمر كان جليا وواضحًا في الانتخابات الماضية، وكل انتخابات مضت، وكل قائمة منغلقة على نفسها، وعلى أعضائها، ولا تسعيان لتوسيع قواعدها من الأحزاب والشخصيات العربية الوطنية، وتقتصر فقط على من يسير في ركابها، وهو ما ظهر جليًا في الانتخابات الأخيرة".
وأكد أنه لا مستحيل في عالم السياسة، ولا يزال الوقت مبكرًا، هناك 4 أشهر للانتخابات و3 أشهر لتقديم القوائم، وهو وقت طويل من أجل عقد المؤتمرات وترتيب القوائم ووضع الاستراتيجيات.
وأنهى حديثه قائلًا: "نتمنى تضاعف أعداد النواب العرب داخل الكنيست الإسرائيلي من أجل خدمة المواطن العربي في الداخل، ومواجهة اليمين الفاشي ومنعه من العودة لسدة الحكم ورئاسة الحكومة مرة أخرى".
والأسبوع الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن قيادات المجتمع العربي في إسرائيل بدأت اتصالات لإعادة توحيد القائمة المشتركة والقائمة العربية الموحدة، قبل انتخابات الكنيست المقبلة.
وبحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، فإن "هذه الخطوة تحسبا من عدم استطاعة أي منهما تجاوزَ نسبة الحسم خلال الانتخابات المقبلة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد أعلن، قبل وقت قليل من اليوم، عزمه عدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة للكنيست.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن بينيت قد أبلغ أعضاء كتلته أنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة، وأنه سيبقى رئيس وزراء بديلا، حيث قرر تسليم قيادة حزب "يمينا" الذي يترأسه لـ "أيليت شاكيد"، رقم 2 في الحزب، وهي تتولى مقعد وزارة الداخلية في الائتلاف الإسرائيلي الحالي.
مناقشة