"المعضلة هي في أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الخليجية، المشكلة هي في تاريخ مرير جدا بين إيران ومنظومة مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية، إيران تريد أن تغير الأوضاع الداخلية في الدول العربية وأن تجيّش وتصنع مليشيات وتزرع عملاء وقد فعلت، والمشكلة في جوهرها تكمن في تصدير الثورة الإيرانية، العمل السياسي والدبلوماسي يتطلب وجود شراكات والعمل معا للتنمية والازدهار وبناء علاقات طبيعية بين الشعوب، هذا هو المنطق بغض النظر عن من تكون هذه الدولة أو منهجها أو ايديولوجيتها، لكن مشكلة إيران تكمن في أنها تربط كل شيء بالإيديولوجية، مع ذلك هناك أمل بأن تتغير الظروف، وبأن يكون لدينا علاقات جيدة ومتينة وتعاون بين المملكة وإيران، لكن هذا يتطلب وعياً ايرانيا وعودة إلى المنطق، وتعامل بمبدأ الدول وليس الثورة وهذا كله ممكن".
"علينا أن نقتنع بأن كل دولة تملك تعريف خاص لأمنها الوطني والقومي والأمن الإقليمي، كل له تعريفه الخاص بما يحقق مصالحه من خلال السياسة التي ينتهجها والعلاقة التي تربطه مع دول الإقليم، هذا شيء طبيعي والخلافات شيء طبيعي، لكن غير الطبيعي بأن لا تتمكن دول المنطقة من الجلوس على طاولة واحدة للاتفاق على مشتركات تخدم مصالح دول وشعوب المنطقة، الجولات الخمسة التي رعتها الحكومة العراقية مهمة جداً بالتوصل إلى نتائج إيجابية ويجب أن نشيد بها لأنها الخيار الوحيد الذي يتغلب على المشاكل البينية ومشاكل المنطقة دون تكاليف باهظة، نحن على مشارف مفاوضات ربما على مستوى دبلوماسي، وهذا تقدم مهم جدا وتطور يخدم ليس فقط المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل دول وشعوب المنطقة التي تعاني منذ أكثر عقد من الزمن، لاخيار إلا خيار التعاون والتنسيق والحوار لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".