وشدد الجانب اللبناني خلال الاجتماع على أهمية طرح مقاربات مختلفة لمعالجة قضية اللاجئين السوريين، كما أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وشدد أبو الغيط على أن انعقاد الاجتماع في بيروت، يأتي بمثابة رسالة دعم من الدول العربية إلى لبنان، مؤكدا على مناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام العربي المشترك، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية والصومالية، فضلا عن مناقشة ظروف وتوقيت ومكان انعقاد القمة العربية المقبلة.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير أنه "رغم أن هذا الاجتماع دوري للتحضير للقمة العربية التي ستجري في الجزائر، فإن حضور وزراء الخارجية ومبعوثي الدول العربية إلى بيروت يشكل فرصة لدعم لبنان، وهذا ما برز من خلال الكلمات التي ألقيت من قبل أمين عام جامعة الدول العربية أو المسؤولين العرب الذين قدموا إلى بيروت إضافة لمواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية".
وقال قصير لـ "سبوتنيك"، إن هذا الاجتماع يشكل رسالة إيجابية عربية تجاه لبنان بعد الفترة التي شهدت بعض الانقطاع أو بعد التراجع في العلاقات العربية مع لبنان.
وأشار إلى أن "الجانب اللبناني دعا لمساعدة لبنان من أجل تجاوز المشكلات التي يواجهها بسبب العدد الكبير من النازحين السوريين أو بسبب الأزمة العالمية"، لافتاً إلى أنه "لم تصدر بعد المقررات ولكن بتقديري بدأ بعض الدعم العربي للبنان من خلال الدعم القطري للجيش اللبناني بمساعدة قيمتها 85 مليار دولار وهناك احتمال أن تتولى بعض الدول العربية تأمين المساعدات للبنان".
ورأى قصير أنه "بمجرد حضور وزراء الخارجية والمسؤولين العرب إلى بيروت رسالة إيجابية، أما على الصعيد العملي علينا أن ننتظر القرارات التي ستتخذ بهذا المجال"، مؤكداً على أنه "رغم رمزية الاجتماع فإنه يشكل رسالة إيجابية على أمل أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من تعزيز العلاقات بين لبنان والدول العربية".
كما لاقى الحضور العربي الكثيف إلى بيروت ترحيبا من قبل الجانب اللبناني، الذي شدد أمام وزراء الخارجية العرب على ضرورة دعم لبنان في الأزمات التي يعاني منها.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إن "النقاشات التي جرت في الاجتماع شفافة إلى حد بعيد، وحصل تبادل للآراء بشكل مسؤول وجدي، وقد أدى ذلك إلى مزيد من التقارب حيال عدة مواضيع وطرح مقاربات عملية للقضايا المثارة، حيث جرى التطرق إلى الاستمرار بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وهو ما رافق لبنان من اتفاق الطائف، مروراً باتفاق الدوحة ووصولاً إلى الالتفاف العربي الحالي حول لبنان".
وأشار إلى أنه تم "عرض الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون، والمساعي الرسمية للتخفيف من معاناة اللبنانيين رغم وطأة الأزمة"، مشدداً على ضرورة اعتماد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين لا تؤدي إلى تمويل بقائهم في الدول المضيفة".