ويناقش المؤتمر الذي تستضيف مكتبة الأسد الوطنية، آليات مد جسور التواصل بين الباحثين السوريين والمغتربين، والتطور الهائل في ميدان تكنولوجيا المعلومات وربط التعليم بسوق العمل واستنباط أفكار وحلول للأزمات التي يعانيها الاقتصاد السوري جراء الحصار الغربي، والتدمير الممنهج الذي طاله خلال الحرب الإرهابية التي ضربت البلاد.
المؤتمر الذي يقام على مدار 3 أيام تحت عنوان "نحو اقتصاد المعرفة"، يشارك فيه باحثون وعلماء من أصل سوري يتوزعون في21 دولة عربية وأجنبية، بينها "روسيا الاتحادية، والصين، وألمانيا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، والهند، والسويد، والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، وإيران، وبريطانيا، وإسبانيا، وسويسرا، ومصر، والإمارات العربية المتحدة...".
ويقوم على تنظيم المؤتمر "الهيئة العليا للبحث العلمي" في سوريا، بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين والجامعة الافتراضية السورية و"المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا/ جامعة الدول العربية".
وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوري الدكتور بسام ابراهيم، أكد في تصريحه لـ "سبوتنيك" أن المؤتمر يركز من خلال محاور الجلسات على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأنظمة الذكية وتكنولوجيا الطاقات البديلة والتكنولوجيا الحيوية والنانوية /جلسة فيزيائية وجلسة افتراضية/ وتكنولوجيا البيئة وتحدياتها والمعرفة ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني إضافة إلى عروض الشركات والقطاع الخاص.
وفي سياق متصل أشار الوزير لـ " سبوتنيك" على وجود اتفاقيات عملية وبحثية ما بين وزارة التعليم العالي السورية وزارة التعليم الروسية والجامعات السورية والروسية مبيناً أن أهم بنود هذه الاتفاقيات هو التعاون البحثي وإقامة المؤتمرات العلمية وتبادل الاساتذة والخبرات والتأهيل والتدريب إضافة لزيارة الطلبة السوريين إلى الجامعات الروسية للتعرف على الخطط الدراسية للمناهج الحديثة والتشاركية مع بعضهم البعض بهدف التطور والتنمية.
مدير الإدارة القنصلية والمغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور زياد زهر الدين، أكد في تصريحه لـ "سبوتنيك" هناك أكثر من 55 بحث مشارك بالمؤتمر وبما فيهم من أمريكا اللاتينية وهذا يعد انجاز في ظل العقوبات الاقتصادية.
ولفت زهر الدين إلى أهمية الربط والتشاركية في ايقاعات التطور العلمي ودور الباحثين في جميع مجالات الحياة والتطور، منوها بجهودهم في دفع تواصل للأمام وتوطين المعرفة بين سوريا والدول المشاركة من خلال اللجان لمتابعة أعمال المؤتمر ومخرجاته ومختلف التوصيات ليصار إلى العمل بها، منوها بأن المؤتمر يعتبر فرصة وأداة فاعلة لمد جسور التواصل ودعمها بين الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية داخل القطر، مع الباحثين والخبراء السوريين بعد اتساع رقعة الجغرافيا التي ينتشرون فيها.
بدوره أكد مدير "الهيئة العليا للبحث العلمي" في سوريا، الدكتور مجد الجمالي، في تصريح لـ "سبوتنيك" أن المؤتمر لهذا العام يأتي منسجماً مع استراتيجيتنا في التعليم العالي لتطوير البحث العلمي، وتعزيزِ بناه وتأمين مستلزماته، وتنمية الكفاءات العلمية المناسبة وتأهيلِها، لتكونَ الأقدر على العمل وفق متطلبات التنمية الوطنية واحتياجات المجتمع وسوق العمل.
وأشار الجمالي، إلى أن التركيز لهذا العام سيكون على المحاور المتعلقة باقتصاد المعرفة، مع ضرورة تحول الاقتصاد السوري إلى اقتصاد المعرفة باعتباره لا يعتمد على الموارد الطبيعية، ولاسيما أنه غير مكلف على الإطلاق، لذا يتم العمل على توليد المعرفة في سوريا وإمكانية استثمارها ضمن خطة وآلية عمل، مع الاعتماد على الأبحاث القابلة للتطبيق.
مدير البحث العلمي في جامعة تشرين الدكتور هيثم شاهين، أشار في تصريحه لـ "سبوتنيك" إلى أن البحث العلمي عنوان لتطوير لوضع الحالي، مشيرا إلى أن المدرسة الروسية في البحث العلمي واسعة ومختلفة وتفصيلية وتعتمد على التجريب والبنية التحتية القوية، ولذلك فنحن بحاجة للاستفادة من خبراتها العميقة في هذا الميدان.