تحويل موسكو إلى "أنقاض"
عرضت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية في عام 2017 فيلما عن واحد من هذه المعسكرات يقع في ريف كييف ويحمل اسم "آزوفيتس" (قومي من "آزوف" المتطرفة).
ويظهر في الفيلم مجموعة من الأطفال يهتفون: "نحن أطفال أوكرانيا. الموت "للموسكوفيين". فلتتحول موسكو إلى أنقاض. هدفنا السيطرة على العالم"، أي أن هدفهم محاربة الروس وإبادتهم باعتبارهم ألد أعداء أوكرانيا.
فتاة أوكرانية في معسكر شبه عسكري "آزوفيتس" بالقرب من كييف. صرخت: "فلتتحول موسكو إلى أنقاض! نحن لا نبالي!". صورة من تقرير القناة التلفزيونية الأمريكية "NBC"
© Photo
كما يظهر في الفيلم مَن يشرفون على تدريب الأطفال. ويقول أحدهم عن رسالتهم: "لا يعرف الأطفال ما هي الحرب. وعلينا أن نشرح لهم ما هي الحرب لأن أمامهم استعادة القرم والاستيلاء على كوبان (منطقة كوبان الروسية)".
وجاء في تقرير كتبه صحفيو "أسوشيتد برس" الأمريكية، الذين زاروا معسكر "صقل الإرادة" في غرب أوكرانيا أن أحد المدربين يقول لنزلاء المعسكر، وغالبيتهم مراهقون: "لا ننظر إلى الموسكوفيين على أنهم بنو البشر، ولهذا يمكننا بل يجب علينا أن نسدد سلاحنا عليهم".
وأفاد "راديو الحرية" أن الأطفال الصغار يحصلون لدى الوصول إلى معسكر "آزوفيتس" على البندقية الخشبية بينما يحصل الأطفال الكبار على ما يحاكي السلاح الحقيقي هو بندقية الليزر للقنص.
ويشبه معسكر "آزوفيتس" معسكرات شباب ألمانيا النازية. ويشرف على تدريب نزلائه عناصر من كتيبة "آزوف" هم نازيون متيقنون. وتعلم مئات الأطفال في كل صيف الحقد على الإنسان منهم.
الشغف في إطلاق النار
ويتربى نزلاء معسكرات النازيين الجدد في أوكرانيا على الحرب.
وأفادت الصحفية الإسبانية "أتيل بونيت" في عام 2019 بأن المدربين في معسكر "ليدير" هم "المقاتلون" الذين قاتلوا الانفصاليين المدعومين من قبل روسيا أو قاموا بأعمال تخريبية في أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. ويتلقى نزلاء معسكر "ليدير" التدريبات المناسبة من هؤلاء. ونقلت الصحفية عن الطفلة فيكتوريا قولها إنها معجبة بإطلاق نار المسدس وارتداء الزي العسكري.
وخصص معسكر "ليدير" لاستقبال 600 طفل في الصيف. وتلقى نزلاؤه تدريبات مكثفة تعلموا خلالها استخدام السلاح الناري وسلاح الهواء المضغوط.
يتدرب أطفال المعسكرات الأوكرانية على كيفية استخدام الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النارية. صورة من تقرير القناة التلفزيونية الأمريكية "NBC"
© Photo
وكان عليهم أن يمشوا مشية العسكري ويهتفوا: "أوكرانيا فوق كل شيء"، "الخلود للأبطال والموت للأعداء".
وتوجد عشرات معسكرات الأطفال من هذا النوع في أوكرانيا. وقد تعلم آلاف الأطفال التطرف والكراهية والحقد فيها منذ عام 2014.
وعن مخاطر هذه المعسكرات تقول عالمة النفس يكاتيرينا سيفانوفا:
"الأطفال الذين يتلقون العلوم في هذه المعسكرات يتعلمون الكراهية والحقد على مَن يجب اعتباره عدوا، فلا يستطيعون أن ينموا نموا شاملا ويقبلوا الرأي المغاير".
ولا ضير في أن يتلقى الطالب التدريبات العسكرية الابتدائية. ولكن الأمر يختلف في معسكرات النازيين الجدد، إذ يتدرب الأطفال فيها على قتال مَن يجب اعتباره عدوا، ولا يتوانون عن قتله.
"سنعيد شبه جزيرة القرم وسنسيطر على كوبان" ". إحدى شعارات الأطفال في المعسكرات شبه العسكرية الأوكرانية. صورة من تقرير القناة التلفزيونية الأمريكية "NBC"
وتشير إلى أن حجر الأساس لهذه التربية هو الخوف، إذ يمكن التلاعب بمن ينتابه الخوف والسيطرة عليه.
ولكيلا يتحاشى الأهل إرسال أولادهم إلى هذه المعسكرات يقول المشرفون عليها لهم إنهم لا يعلمون الأطفال خوض الحرب بل يعلمونهم حب الناس لكي يرفضوا الحرب.
وفي الحقيقة يعمل النازيون الجدد على غرس حب الحرب في نفوس أطفال أوكرانيا.