بروكسل - سبوتنيك. السؤال بدا مهما بعد إضراب قام به عمال النفط والغاز البحريون النرويجيون، وأثار قلقا كبيرا، لكن المشكلة الحقيقية هي أن إنتاج الطاقة في النرويج وصل إلى ذروته وهو الآن في تراجع، ما يسبب مشكلة لأوروبا، او بالأحرى يعمق الازمة التي تزداد يوما بعد يوم بفعل عوامل كثيرة.
داميان إرنست، خبير الطاقة وأستاذ الهندسة في جامعة لييج، أكد ذلك في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" قائلا: "جاءت هذه الضربة على منصات النفط قبالة سواحل النرويج بمثابة مفاجأة، لأن النرويج كانت ولا تزال موردًا موثوقًا به لكل من النفط والغاز".
ويستدرك خبير الطاقة مؤكدا "لكن المشكلة بالنسبة لأوروبا هي أن إنتاج النرويج قد بلغ ذروته بالفعل وهو في انخفاض مستمر، لذا فإن الاتحاد الأوروبي يدرك أنه لا يمكنه توقع أن تزيد النرويج من إنتاجها لتعويض انخفاض الشحنات الروسية، التي فرضها الاتحاد الأوروبي بنفسه على نفسه".
وأشار إرنست أيضا إلى مسألة المنافسة بين النقابات الثلاث الكبرى في النرويج، حيث اتفقت نقابتان على صفقة مع شركات الطاقة، بينما أضربت الثالثة، وهو يعتقد أن أوروبا يمكن أن تواجه اضطرابات أخرى لأنه من المغري للغاية بالنسبة للنقابات العمالية أن تستغل أزمة الطاقة لطلب زيادة الرواتب.
وخلص إرنست إلى أن "النرويج هي بالفعل خطة "ب"، لكنها محدودة بالفعل"، لافتا إلى أنه "لا توجد خطة "ج" نهائيا".
وأشار إلى أن الاعتماد الكامل على روسيا بالنفط والغاز بالإضافة إلى التخفيض الذاتي للوقود الأحفوري يؤدي إلى خسائر فادحة الآن.
وأضرب عمال النفط والغاز النرويجيون مساء اليوم الثلاثاء مطالبين برفع الأجور، ووفقًا لجمعية النفط والغاز النرويجية، فقد تخسر ما يصل إلى 56% من صادراتها من الغاز بسبب الإضراب.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد قدم في يونيو/ حزيران الماضي، الحزمة السادسة من العقوبات ضد موسكو، بما في ذلك التخلص التدريجي من النفط الروسي.
وستؤثر الحزمة الجديدة فقط على شحنات النفط عن طريق البحر، في حين أن النفط القادم عبر خط أنابيب "دروجبا" لا يخضع لقيود.
من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس / آذار أن إضعاف روسيا يمثل استراتيجية طويلة الأمد للغرب، مضيفًا أن عقوباتها وجهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأكمله.