الحوار الوطني في مصر... آراء متباينة والمعارضة تشدد على أولوية الإفراج عن سجناء الرأي

تباينت ردود الأفعال على انطلاق جلسات مجلس أمناء الحوار الوطني أمس في مصر، فيما اعتبر البعض أنها بداية جيدة لإجراء حوار بين مختلف الأطراف في مصر تفضي إلى انفتاح سياسي وإنهاء حالة الاستقطاب في المجتمع، وتوجيه طاقات البلاد للتصدي للأزمات التي يواجهها المجتمع، اعتبر آخرون أن تأخر خطوات تتعلق بفتح المجال العام.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، عمرو هاشم ربيع أبدى تفاؤلا تجاه الاجتماع الأول لمجلس أمناء الحوار الوطني، قائلا، في تصريحات حصرية لـ"سبوتنيك"، إن "الاجتماع كان جيدا والحاضرون جميعا كانوا على درجة جيدة من التفاهم والتعاون، ولمست خلال الاجتماع رغبة في إنجاز مهام المجلس وتقديم عمل جيد، وكان هناك أجواء تفاؤل بشكل عام، ونترقب ردود الأفعال على الاجتماع".
منسق الحوار الوطني المصري: دستور البلاد ليس مطروحا للنقاش
وأضاف ربيع: "أمام مجلس الأمناء حاليا نقطتان لإنهاء الأعمال التحضيرية لانطلاق الحوار الوطني، وهما، وضع المحاور الرئيسية والفرعية للحوار بدقة وتحديد أسماء المشاركين في الحوار، أعتقد أن ذلك سيكتمل خلال الأيام القادمة وأتوقع أن يكون انطلاق الحوار الفعلي عقب عيد الأضحى، أي بعد أسبوعين مثلا".
من جانبه قلل رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مدحت الزاهد من قيمة اجتماع مجلس الأمناء، مشددا على أهمية إطلاق سراح سجناء الرأي وفتح المجال العام قبل بداية الحوار الوطني.

وقال الزاهد، في تصريحات حصرية لـ"سبوتنيك": "من حيث المبدأ نحن ما زلنا دون التوقعات التي انتظرناها عند بدء الحديث عن الحوار الوطني. عندما تبدأ الاجتماعات بدون توفير الضمانة الأهم لنجاح الحوار، وهي إطلاق سراح سجناء الرأي، فنحن أمام دلالة سلبية، وقس على ذلك رفع الحجب عن المواقع الصحفية المعارضة، واتخاذ خطوات فعلية لفتح المجال العام".

ونبه الزاهد إلى أنه "من دون اتخاذ خطوات فعلية تجاه المحبوسين والحريات سيكون الحوار بين سجين وسجان، وهذا ليس حوارا بأي معنى، الدعوة لاجتماع مجلس الأمناء اعتبر انطلاق رسمي للحوار، رغم أن الحوار كان يحتاج خطوات تمهيدية تتعلق بتهيئة المناخ العام للحوار، والحقيقة فإنه بدون هذه الخطوات، لن يكون من المجدي المشاركة في هذا الحوار".
وعقد مجلس أمناء الحوار الوطني، أمس الثلاثاء، اجتماعه الأول تحضيرا لانطلاق الحوار الوطني، حيث وضع اللائحة المنظمة لعمل المجلس، كما أكد الاجتماع على أن المجلس هو الجهة المنوط بها، حصرا، إدارة الحوار.
أمناء الحوار الوطني المصري لـ"سبوتنيك": نتائج الحوار تترتب عليها تشريعات وتعديلات وبرامج جديدة
وشدد الاجتماع على أن الحوار الوطني مفتوح للجميع، فيما عدا جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في مصر كجماعة إرهابية.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي عن نيته إطلاق حوار وطني، يضم كافة القوى السياسية، قبل أن يشير إلى عدم دعوة جماعة الإخوان المسلمين (المصنفة في مصر كجماعة إرهابية).
وأعلن في وقت سابق عن تولي رئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان، مهام المنسق العام للحوار، والذي أعلن بدوره عن تشكيل مجلس أمناء للحوار الوطني من 19 عضوا، بينهم موالين ومعارضين للسلطة.
وأعلن مساء أمس الثلاثاء عن انعقاد الاجتماع الأول للأمانة ما اعتبره رشوان في بيان الأمانة (البداية الرسمية للحوار الوطني).
ورحبت أغلب قوى المعارضة في مصر بالدعوة للحوار الوطني، ولكنها أكدت أن إخلاء سبيل سجناء الرأي خطوة ضرورية لبدء هذا الحوار.
مناقشة