وبحث لابيد مع عباس مواصلة التعاون بين الطرفين وضرورة ضمان الهدوء والتهدئة، والتنسيق الأمني بين الطرفين، وذلك تمهيدا لزيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكل من إسرائيل ورام الله.
وطرح البعض تساؤلات عن التحركات الإسرائيلية الأخيرة، والهدف منها، وإمكانية أن تمهد لحل سياسي قريب، لا سيما بعد فترة من الفتور رفض خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت لقاء عباس.
عملية سلام
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فادي أيو بكر، أن "اللقاء الذي جمع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يحمل طابعا لوجيستيا عمليا، ويهدف إلى ضبط الأوضاع الأمنية في المنطقة قبيل الزيارة المرتقبة لجو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "اللقاء يهدف كذلك إلى معالجة بعض الإشكاليات الاقتصادية والمدنية، كما يهدف من جانب آخر إلى التأكيد على حرص القيادة الفلسطينية إلى عملية السلام، واستعدادها للانتقال إلى الأفق السياسي، لكن على أساس قرارت الشرعية الدولية، كما أوضح الرئيس محمود عباس، عشية لقاء مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، باربرا ليف، الشهر المنصرم".
وفيما يخص أهداف الزيارة من الجانب الإسرائيلي، يرى أبو بكر، أن "الحكومة الإسرائيلية بقيادة يائير لابيد تحاول من خلال هذا اللقاء إيهام الأطراف الإقليمية والدولية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تسعى لتحقيق السلام مع الفلسطينيين".
وتابع: "ويحاول أن يؤكد لابيد استعداداه لهذه العملية، لا سيما وأنه هاتف الرئيس محمود عباس بعد يوم من هذا اللقاء، بعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الماضي نفتالي بينيت يرفض أي شكل من أشكال التواصل مع الرئيس أبو مازن، أو حضور أي لقاء يوجد فيه".
ترتيبات أمنية
بدوره، اعتبر القيادي في حركة "فتح"، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، أن "زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن)، تأتي في ظل المحاولات الأمريكية لتهدئة الأوضاع بينهما قدر المستطاع، قبل زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "تسعى أمريكا لوقف التصعيد بين إسرائيل وفلسطين، والسعي لعقد اجتماع يحضره عدة شخصيات عربية، بمن فيهم يائير لا بيد وأبو مازن، وذلك بعد إزاحة نفتالي بينيت من رئاسة الوزراء، والذي كان يرفض في السابق أي لقاء بحضور أبو مازن، لكن لابيد لا يمانع في ذلك، وهو ما يتم الترتيب إليه".
وأوضح أن "اللقاء الذي جمع عباس وغانتس، أمس الخميس، تناول الوضع الداخلي من الجانب الأمني والاقتصادي، وضرورة العمل والتعاون من أجل تهدئة الأوضاع، قبل وأثناء زيارة بايدن، وترك الترتيبات السياسية للجانب الأمريكي ليقرر ما يريد أن يفعله".
ويرى الرقب أن "توقيت زيارة غانتس إلى رام الله مهم بالنسبة لإسرائيل، التي تمارس تصعيدا يوميا في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، وتزيد من حدة انتهاكاتها بشكل دائم ومستمر، وهي رسالة يحملها غانتس للولايات المتحدة الأمريكية مفاداها أن إسرائيل عازمة على تخفيف التصعيد في الضفة الفترة المقبلة، تمهيدا لزيارة الرئيس الأمريكي".
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، عن الجنرال إيتان دانغوت، المنسق السابق للعمليات الحكومية في الضفة الغربية، قوله إن الهدف من لقاء غانتس وأبو مازن هو الاتفاق على ما يمكن قوله للرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته لإسرائيل والضفة الغربية، في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وأضاف اللواء دانغوت أن غانتس سارع للقاء الرئيس الفلسطيني للاتفاق، أيضا على الملفات التي لا يمكن الحديث عنها أمام الرئيس الأمريكي، وأهمها اغتيال الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ومحاولة أبو مازن وضع نفسه في الوسط، وحشر حركة "حماس" في الزاوية، على حد وصفه.
هذا وأعلن البيت الأبيض، في وقت سابق، أن الرئيس جو بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 يوليو/ تموز الجاري، تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.