وبالاتفاق مع عشرات الحلاقين وبدعم مادي من جمعية "راحمون"، نصبت صالونات ميدانية مجانية في عشر مناطق شعبية وفقيرة استهدفت آلاف الأطفال الذين قدموا مع أو من دون أهاليهم للحلاقة.
وقال مؤسس مركز "تجربة" الذي نظم المبادرة في منطقة باب الرمل إن "الخطوة انطلقت منذ 3 سنوات في منطقة باب الرمل الشعبية في مدينة طرابلس، واليوم في هذه الأزمة الاقتصادية التي نمر بها ونعيش ارتداداتها تكلفة الحلاقة لثلاثة أصبحت مكلفة وتتراوح ما بين 300 و400 ألف ليرة لبنانية الى جانب مصاريف العيد والعيديات والملابس، لذلك هذا النشاط يهدف للتخفيف عن العائلات في طرابلس بالإضافة الى زرع أجواء العيد والفرحة في قلوب الأطفال الذين بلغ عددهم هذا العام 500 طفل في منطقة واحدة".
وأشار محمد الى أن "الأطفال يشاركون مع بعضهم أجواء العيد من خلال تلاقيهم في النشاط"، وأشار إلى أنه "في العام الماضي النشاط كان موسعا أكثر ليشمل عددا من الأنشطة في حين أن هذا العام النشاط اقتصر على الحلاقة فقط بسبب الضغوط المادية".
عيدية الأضحى في طرابلس اللبنانية حلاقة مجانية و "نعيماً"
© Sputnik . Abdul Kader Albay
وأضاف: "النشاط يحسن الوضع النفسي للأطفال ويساعد الأهالي من جانب آخر، وفي الوقت عينه نكون قد تحملنا مسؤوليتنا الاجتماعية أمام المجتمع في ظل تقاعس الدولة اللبنانية تجاه المناطق المهمشة".
تقول إحدى الأمهات لـ"سبوتنيك" إن "الحلاقة أصبحت بـ 50 ألف ليرة لبنانية أقله، كيف يستطيع الأهالي الاستمرار؟"، وعن الأوضاع المعيشية علقت "العالم جاعت، من لديه أطفال الله يساعده".
عيدية الأضحى في طرابلس اللبنانية حلاقة مجانية و "نعيماً"
© Sputnik . Abdul Kader Albay
وتعتبر طرابلس أفقر مدينة على حوض المتوسط بحسب تصنيف البنك الدولي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 500 ألف نسمة، في حين أن رجال أعمال وسياسيين من المدينة وردت أسماؤهم في قائمة أغنى أثرياء العرب على مستوى العالم "فوربس"، كرئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي وشقيقه طه ميقاتي إضافة إلى الوزير السابق محمد الصفدي.
وشهدت المدينة منذ عام 2008 أحداث عنف واشتباكات حصدت نحو 180 قتيل و1550 جريح، بالإضافة إلى موجات هجرة غير نظامية هربا من الواقع المزري.