وتخشى أوروبا من أن تمدد روسيا الصيانة المقررة للحد بشكل أكبر من إمدادات الغاز الأوروبية، مما يؤدي إلى تعطيل خطط تخزين كميات من الغاز لفصل الشتاء وتفاقم أزمة الغاز التي أدت إلى اتخاذ تدابير طارئة من الحكومات وفواتير عالية بشكل مؤلم للمستهلكين.
ونفى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، المزاعم بأن روسيا تستخدم النفط والغاز لممارسة ضغوط سياسية قائلا، إن الإغلاق الناجم عن الصيانة حدث منتظم ومقرر وأن لا أحد "يختلق" أي إصلاحات.
فما الذي ستفعله أوروبا إذا ما استمر انقطاع الغاز عنها؟
عن هذا الموضوع، يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك"، الخبير الاقتصادي، الدكتور حيدر عصفور:
"من المعروف أن أوروبا تحتاج إلى الغاز الروسي بنسبة تزيد عن 40%، وفي ظل تعرض روسيا إلى ضغوطات اقتصادية وحرب من الجانب الغربي، فمن حقها أن تدافع عن نفسها وتستخدم الغاز كسلاح ضد أوروبا، ومسألة ذهاب أوروبا نحو طاقة بديلة ستؤدي إلى تحملها لكلف عالية جداً، وحتى لو وجدت أوروبا بدائل عن الغاز الروسي، فإن لدى روسيا سوق آخر يمكّنها من الاستغناء عن السوق الأوروبي، والذي من خلاله تستطيع روسيا المناورة مع أوروبا عن طريق هذا السوق البديل الذي يقع في دول آسيا، وبالنسبة للدول الأخرى المنتجة للغاز كقطر وإيران، فإن لديها التزامات وعقود مع دول أخرى لا تستطيع معها تحويل الغاز إلى أوروبا".
وأضاف عصفور:
"قد يكون موضوع إيقاف الغاز عن أوروبا لأغراض الصيانة بمثابة بالون اختبار أطلقته روسيا لمعرفة ردود الأفعال الأوروبية ومدى تأثير انقطاع الغاز على أوروبا، وأعتقد أن أوروبا سوف ترضخ للشروط الروسية عندما ترى تأثير انقطاع الغاز عنها، فقد أثبتت روسيا أن لديها معادلات اقتصادية تستطيع تغيير وجه العالم، فهي تستخدم حربا اقتصادية أكثر قوة حتى من الحرب النووية، لذا سيضطر الأوروبيون إلى تغيير سياستهم، إذ أنهم وجدوا أنفسهم في لعبة لا طاقة لهم على تحملها، فهم يقفون أمام دولة قوية جدا، ويدركون أن الوضع العالمي سيتغير بعد نهاية العملية الروسية في أوكرانيا".
التفاصيل في الملف الصوتي...