راديو

هل تسعى الولايات المتحدة إلى توريط أوروبا بخطوة جديدة ضد روسيا

أعلن مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية أن السعر العالمي للنفط قد يرتفع 40 % إلى نحو 140 دولارا للبرميل إذا لم يتم فرض سقف لسعر الخام الروسي، إلى جانب إعفاءات من العقوبات تسمح بشحنات بأقل من هذا السعر.
Sputnik
وذكر المسؤول أن الهدف تحديد السعر عند مستوى يغطي تكلفة إنتاج روسيا بحيث يتم تحفيز موسكو على مواصلة تصدير النفط، لكن ليس بأسعار مرتفعة بما يكفي للسماح لها بتمويل حربها ضد أوكرانيا.
فهل تنجح هذه الخطوة ضد روسيا أم تضاف إلى ما سبقها من خطوات فاشلة؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك"، أستاذ الاقتصاد، الدكتور نبيل المرسومي:

"‏الغاية الرئيسية من هذه الخطوة هي إجبار روسيا على إنتاج ‏وتصدير المزيد من النفط ‏لغرض تغطية نفقات عملياتها العسكرية في أوكرانيا، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط في العالم، ذلك أن الغرب يرى أن روسيا تستفيد من ارتفاع أسعار النفط الحالي وتجني بحدود مليار دولار يوميا عن تصدير النفط إلى أسواقها في الصين والهند، وهو رقم كبير ويفوق ما كانت تحصل عليه قبل فرض العقوبات الغربية عليها، ‏ومسألة تحديد سقف للخام الروسي سوف يحد من العائدات التي تحصل عليها روسيا، وفقا لما تراه الولايات المتحدة وأوروبا، ‏لكن المفارقة هي أن العالم يحتاج إلى الطاقة الروسية ‏وخصوصا الدول الأوروبية على عكس الولايات المتحدة، لذا فإن الدول الأوروبية عندما تشعل النار ينبغي عليها أن تعرف اتجاه الريح، كما أن وضع سقف سعري للخام الروسي يتنافى ومبدأ حرية التجارة، ‏وهي خطوة لن يكتب لها النجاح كونها غير قابلة للتطبيق، ‏فالولايات المتحدة نفسها وإن كانت لا تستورد الخام الروسي إلا أنها تستورد من روسيا المشتقات النفطية وهو أمر مثير للاستغراب".

وأضاف المرسومي
"‏هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تدني مستوى المعروض النفطي عن طريق رد روسيا على مثل هكذا خطوة، ويتمثل هذا الرد بتخفيض روسيا لإنتاجها وصادراتها النفطية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق الـ140 دولار للبرميل، ‏وبالتالي فإن روسيا لن تخسر شيئا إنما الخاسر الأكبر سوف تكون الدول الأوروبية كونها المستوردة للنفط، كما أن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة معدلات تضخم في العالم ويخفض مستوى النمو الاقتصادي العالمي ويدخل الدول في حالة من الركود، لذا فهي خطوة خطيرة ومحفوفة بالمغامرة والمجازفة، كونها تؤدي إلى نتائج عكسية تجني من خلالها روسيا موارد مالية إضافية حتى وأن قامت بتخفيض إنتاجها، بسبب ارتفاع الأسعار التي تعوض روسيا من خلالها خفض الإنتاج، ‏فلا توجد دولة في العالم قادرة على تعويض المفقود الروسي من النفط".
التفاصيل في الملف الصوتي...
مناقشة