المشكلة ليست في الكمية... لماذا لن تحل السعودية أزمة الطاقة حتى لو أغرقت السوق بالنفط؟

استبعد محللون أن تؤدي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية، إلى تحقيق الهدف الذي جاء بسببه، وهو إقناع الرياض بزيادة إنتاجها من النفط لكبح ارتفاع أسعار الوقود وخفض التضخم.
Sputnik
وكان بايدن دعا قبل انتخابه إلى معاملة السعودية كبلد "منبوذ" بعد مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، عام 2018، لكن بعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات قياسية، ما دفعه إلى تغيير سياسته، وطلبت إدارته من دول الخليج النفطية زيادة إنتاجها، خاصة السعودية، التي تمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم.
مصادر: بايدن سيغادر الشرق الأوسط دون إصدار إعلان حول النفط

وبحسب تحليل لموقع "بوليتيكو" الأمريكي، فالسعودية "ليس لديها الكثير من النفط لتقدمه"، بل تواجه صعوبات في تحقيق أهداف الإنتاج، وحتى لو أرادت زيادة الإنتاج فسيتطلب ذلك التوصل إلى إجماع في تحالف "أوبك بلس".

وكانت بلدان منظمة "أوبك" وشركاؤها الـ10 من خارج المنظمة بزعامة روسيا عمدت إلى خفض إنتاجها بملايين البراميل خلال أزمة وباء كوفيد-19 تفاديا لإغراق السوق بكميات من النفط لا يمكن استيعابه في ظل تدابير الحجر المنزلي والقيود الصحية.
ومع انتعاش الاقتصاد، وزيادة الطلب على النفط، قررت "أوبك بلس" الحد تدريجيا من الاقتطاعات في إنتاجها فاعتمدت في مايو 2022 استراتيجية تقضي بزيادة حجم إنتاجها الإجمالي على مراحل.
وقال بول سانكي، كبير المحللين في شركة الأبحاث "سانكي ريسيرش" إنه ليس من الواضح أن الزيارة ستؤدي إلى أي شيء يمكن القيام به من أجل زيادة الإنتاج.
أما بين كاهيل، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فيقول إنه حتى لو أغرق السعوديون السوق العالمية بمزيد من النفط، "فلن يضمن ذلك انخفاض أسعار البنزين"، لأن التقلبات في أسعار النفط، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليست مرتبطة بالاضطرابات في الإمدادات.
قبل زيارة بايدن... سفيرة السعودية لدى أمريكا: نموذج "الأمن مقابل النفط" انتهى
وقال كاهيل: "يرجع جزء كبير من ارتفاع الأسعار إلى العوامل الجيوسياسية والمضاربة المالية.. إذا نظرت إلى السوق الفعلي، والطلب الفعلي وتداول براميل النفط الخام الفعلية، فلا يوجد أي اضطراب في أي مكان".
وأضاف أن الرئيس لديه القليل من الخيارات المتاحة للتعامل مع أسعار البنزين المرتفعة، لكنه أشار إلى أهمية "هذا النوع من الحوار البناء بين واشنطن والرياض".
ويؤيد ذلك ما نقلته وكالة بلومبرغ الأمريكية، الجمعة، عن مصادر مطلعة بشأن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيغادر الشرق الأوسط دون إصدار أي إعلانات عامة حول زيادة إمدادات النفط.
كما نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن أحد المطلعين على خفايا المملكة أنها لا تمتلك مخزونات نفطية كبيرة كما أنه ليس بإمكانها زيادة إنتاجها لأنها لم تستثمر بما فيه الكفاية في منشآتها النفطية خلال السنوات الأخيرة.
مناقشة