جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به المتحدث باسم الوزارة أحمد الصويعي لوكالة "سبوتنيك"، بعد وقت قصير من إعلان "مؤسسة النفط" رفع القوة القاهرة بعد قرابة 3 أشهر شهد خلالها قطاع النفط في ليبيا موجة من الإغلاقات للحقول والموانئ من قبل بعض الجماعات القبلية.
وقال الصويعي: "تبارك وزارة النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية إعلان المؤسسة الوطنية للنفط رفع القوة القاهرة واستئناف الإنتاج والتصدير من الحقول والموانئ النفطية".
وأضاف أن "وزارة النفط والغاز تعتزم من خلال خططها الإستراتيجية و بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للنفط رفع الإنتاج الحالي والوصول للأهداف الموضوعة".
وتابع "الوزارة تطمئن الجميع بأن العمل سيكون على إعادة قطاع النفط والغاز إلى سابق عهده وذلك بفضل الكفاءات والخبرات النفطية الليبية".
وأكد الصويعي على أن "الوزارة ستضع نُصب أعينها مهمة زيادة تطوير مستخدمي قطاع النفط والغاز و الرفع من كفاءتهم كلٌ حسب تخصصه باعتبار أن العنصر البشري هو الرافد الأساسي لضمان استمرار العملية الإنتاجية، وأيضاً ضمان تحسين ظروفهم من حيث المرتبات والتأمين الصحي".
ولفت إلى أن أهم أهداف الوزارة "العمل هي دراسة وتوزيع مشاريع التنمية المستدامة للمناطق المجاورة للمواقع النفطية بما يخدم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".
وفي وقت سابق من مساء اليوم الجمعة، أعلن أعيان ومشايخ منطقة الهلال النفطي الليبية المنضوين ضمن "اللجنة التنسيقية لحراك الهلال النفطي والحقول النفطية"، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مؤسسة النفط الجديد فرحات بن قدارة، في مدينة بنغازي شرق البلادـ انتهاء أزمة إغلاق الحقول والموانئ النفطية المستمرة منذ 17 أبريل/نيسان الماضي.
وأكد ابن قدارة في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" على هامش المؤتمر الصحفي، أنه "ستكون تحركات المؤسسة في كل ربوع ليبيا والإنتاج من كل المناطق، ولا توجد أي مشاكل مع أي طرف".
وتابع مشددا أنه "سيكون هناك انفراج في أزمات الكهرباء ونقص الوقود في البلاد".
وتعهد رئيس مؤسسة النفط الليبية الجديد، فرحات بن قدارة، بأنه "سيتم العمل على إعادة الإنتاج بشكل أفضل من السابق، وسنصل لإنتاج 3 ملايين برميل قريبا".
كما أعلن لـ"سبوتنيك" أنه "سيكون العمل من كل مناطق ليبيا بعيد عن أي عراقيل، وأن هناك اتفاق دولي ومحلي لإخراج قطاع النفط من كل التجاذبات السياسية".
يذكر أن الحقول المتوقفة عن العمل في الوقت الحالي هي حقل الفيل والشرارة وأبو القاسم وحقول شركة سرت وحقول شركة الزويتينة، وحقول شركة السرير.
والثلاثاء الماضي، أعلنت حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عن إعادة تشكيل إدارة مؤسسة النفط، وتعيين بن قدارة رئيسا لها بدل صنع الله.
وكان من أهم متطلبات اللجنة التنسيقية إقالة صنع الله، وذلك "مقابل افتتاح النفط، وتحقيق العدالة في توزيع عائدات النفط، بالإضافة إلى ضرورة تمكين شباب الهلال النفطي من خريجي الجامعات والمتخصصين في المجال النفطي، وأن تتبنى المؤسسة علاج متضرري المناطق النفطية"، وفقا لبيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه.
يشار إلى أن ليبيا، عضو في منئظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ويصل متوسط إنتاجها اليوم في الظروف الطبيعية 1.4 مليون برميل.
وتعتمد الدولة الليبية كلياً في ميزانيتها العامة على إيرادات النفط الليبي، حيث يتم صرف المرتبات للموظفين بالدولة وتوفير احتياجات السوق الليبي من مواد غذائية وصناعية وغيرها من هذه الإيرادات.
وتكررت عمليات إغلاق الحقول والموانئ النفطية الليبية طيلة السنوات الماضية، بسبب احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية، أو حتى خلافات سياسية، والتي تسببت في خسائر تجاوزت 100 مليار دولار، بحسب البنك المركزي الليبي.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين، حكومة برئاسة فتحي باشاغا، التي منحها مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق أقصى شرقي البلاد ثقته في مارس/آذار الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنبثقة من اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، قبل أكثر من عام، ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية.