نشرت صحيفة "ذا إيكونومست" المتخصصة بالسياسة والاقتصاد مقالا خاطبت فيه الأوربيين قائلة: "إذا كنت قد أمضيت الأيام القليلة الماضية في هذا الطقس (الحار)، فإن آخر ما يخطر في بالك هو الطقس البارد، كونك على شواطئ البحر الأبيض المتوسط أو (تتحمص) ببطء في شوارع برلين أو لندن أو روما وسط موجة الحر. لكن يجب أن نذكر أن الشتاء القادم يعد بأن يكون قاسيا ومثيرا للانقسام بسبب أزمة الطاقة التي تتفاقم بسرعة".
ونوهت الصحيفة إلى أن العديد من الكوارث في العقد الماضي اقتربت من تمزيق أوروبا، بما في ذلك أزمة اليورو في أوائل عام 2010 وأزمة المهاجرين في عام 2015. مشيرة إلى أن أزمة الطاقة التي ستشهدها أوروبا شتاء عام 2022 قد تنضم إلى تلك الكوارث مرة أخرى، حيث "توشك وحدة القارة وعزمها على خوض اختبار".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن معظم الأوروبيين لا يستطيعون حتى الآن "رؤية أو شم رائحة المعدة"، في كناية عن المخاطر التي يشعر بها المواطنون، ولكن في الأسواق، بدأت "إشارات التحذير تومض باللون الأحمر بالفعل".
تجار الطاقة الشائبون بدؤوا يشعرون بالخوف
وبينت الصحيفة أن أسعار "توصيل الغاز هذا الشتاء، ستكون عند حد 182 يورو / ميغاوات ساعي، تكاد تكون مرتفعة كما كانت في أوائل مارس/آذار الماضي، وسبعة أضعاف مستواها على المدى الطويل".
"تستعد الحكومات لإنقاذ المرافق المعطلة في فرنسا وألمانيا، ويراهن بعض المستثمرين على الشركات الصناعية التي ستفلس في وقت لاحق من هذا العام مع استمرار التقنين. وفي حين أن معظم السياسيين في أوروبا يفشلون في موازنة الرأي العام (مصارحته) بشأن الخيارات الصعبة التي تنتظرهم، فإن حتى تجار الطاقة ذوو الشيب (في الشعر في كناية عن الخبرة) الذين اعتادوا الحروب والانقلابات بدؤوا يشعرون بالقلق".
وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة الطاقة الحادة كانت تشكل خطرا منذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، "بينما تهدد العقوبات ورسيا بفصل أوروبا عن موردها الرئيسي، فإن الغاز هو نقطة الاختناق. حيث تلبي روسيا ربع الطلب على الطاقة في القارة، وتوفر روسيا ثلث ذلك الطلب والأرقام أعلى في بعض البلدان، بما في ذلك ألمانيا".
"على عكس النفط والفحم، اللذين يمكن استبدالهما ويتم تداولهما عالميًا، يجب إما نقل الغاز عبر الأنابيب أو نقله كغاز طبيعي مسال، باستخدام منشآت تستغرق سنوات لبنائها أو إعادة تكوينها".
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من محاولة أوروبا جمع احتياطي غاز للشتاء، إلا أن "الصورة الآن تزداد سوءا مرة أخرى. حيث يقع اللوم جزئيا على مواطن الخلل في حقل الغاز النرويجي، وكذلك الطقس الحار الذي يخلق الطلب على الكهرباء لتشغيل تكييف الهواء.