وتوقفت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين منذ أبريل/نيسان 2014 لأسباب بينها رفض تل أبيب وقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية المحتلة وتملصها من خيار حل الدولتين.
وقال مجدلاني في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، إن الفلسطينيين كانوا يعولون على أن تحدث الزيارة اختراقة في عملية السلام التي دخلت في غيبوبة منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما (2009-2017)، ووصلت إلى مستوى قطع العلاقات الفلسطينية الأمريكية في عهد دونالد ترامب (2017-2021)، عندما طرح مشروع "صفقة القرن".
وأكد على أن "الفلسطينيين لا ينتظرون من الزيارة أي مساعدات اقتصادية أو تحسين ظروف حياتهم المعيشية تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي".
"ورغم أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن قدمت خطابًا سياسيًا مختلفًا عن الإدارة السابقة، إلا أنها لم تخط أية خطوة سياسية عملية واحدة باتجاه تطبيق هذه الوعود والالتزامات، ولا تزال تراوح مكانها بنفس المربع الذي كانت عليه إدارة ترامب"، يقول مجدلاني.
وتابع الوزير: "كنا نراهن ونعتقد أن بايدن سوف يتقدم باختراق سياسي ينهي حالة الفراغ السياسي المستمرة منذ سنوات، ويؤدي لإعادة الحياة للعملية السياسية التي دخلت في غيبوبة كاملة، لكن للأسف الشديد الإدارة الأمريكية ما زالت عند مواقفها".
وشدد على أن ما سمي بـ "إعلان القدس" الذي وقعه بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد "هي وثيقة تحالف استراتيجي جديدة تتعلق بالاهتمامات التكنولوجية المعاصرة".
ومضى مجدلاني مستدركا، "أما فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني فلم يكن هناك التزام من قبل الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية بحل الدولتين، ولا الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس قرارات الشرعية الدولية".
وأكد الوزير الفلسطيني أن ما تم تناوله فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خلال زيارة بايدن للمنطقة، هو تجريم كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، دون الأخذ بعين الاعتبار أن كلا الحركتين مكون أساسي من مكونات المجتمع الفلسطيني ومن الحركة الوطنية الفلسطينية.
وعن إمكانية التعويل مستقبلًا على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إنجاز مبادرة سلام تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، قال مجدلاني: "الفلسطينييون لا يراهنون على الإدارة الأمريكية الحالية فيما تبقى لها من فترة وجودها بالحكم من أجل إحياء العملية السياسية بين فلسطين والاحتلال".
وأكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الجمعة، أن فرصة حل الدولتين قد تكون متاحة اليوم فقط. وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي جو بايدن: إن "مفتاح السلام والأمن يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين وبتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة".
وأضاف: "أكدنا على أهمية تثبيت الأسس التي قامت عليها عملية السلام المستندة لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين. والطريق يبدأ بإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".
وأردف: "أنتهز الفرصة بمناسبة زيارتكم للمنطقة لأقول أنني أمد يدي لقادة إسرائيل لصنع سلام الشجعان؛ وفرصة حل الدولتين قد تكون متاحة اليوم فقط. والسلام يبدأ من فلسطين والقدس".
من جانبه، أكد بايدن أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول "تعزيز الزخم لبث الروح في مسار السلام"، مشددًا على دعمه كرئيس أمريكي "لحل الدولتين" الذي يشمل وجود دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة ومتصلة جغرافيا.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "القدس مركزية في الرؤية الفلسطينية والإسرائيلية لتكون مدينة لكل من يعيش فيها ووصاية الأردن أمر أساسي".
والأربعاء وصل بايدن إلى إسرائيل في زيارة التقى خلالها قادة الدولة العبرية، قبل أن يلتقي اليوم الجمعة، الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية، ليعود لاحقا إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ويقلع منه في رحلة مباشرة إلى السعودية.